كشف وزير التجارة الهاشمي جعبوب، أمس، أن الصادرات الجزائرية نحو الإمارات العربية المتحدة خلال سنتي 2008 و2009 بلغت نسبة 140 بالمائة، وهو ما يكرس سعي الجزائر الى خلق صادرات لا تعتمد أساسا على قطاع المحروقات. مشيرا إلى أن الصادرات الجزائرية خارج هذا القطاع بلغت 2 مليار دولار بعد ما كانت لا تتجاوز 400 مليون دولار خلال سنة 2006 كما أن الحكومة تسعى إلى بلوغ مبلغ 10 مليار دولار خلال الأربع سنوات القادمة باعتبار أن الجزائر تملك مؤهلات وإمكانات اقتصادية كبيرة تسمح لها بدخول المنافسة الاقتصادية العربية في ظل تطبيق توصيات رئيس الجمهورية الذي أكد في الكثير من المرات على أهمية تطوير حجم الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات، كما جاء في تصريح جعبوب خلال إشرافه على افتتاح صالون الصادرات بقصر المعارض أن حجم التبادل التجاري بين الجزائر ودولة الإمارات العربية المتحدة بلغ أكثر من 444 مليون دولار، وذلك راجع حسبه الى العلاقات المتميزة بين البلدين والمفاوضات الاقتصادية التي جرت بين الطرفين خلال السنوات القليلة الماضية في اطار المنطقة العربية الحرة، حيث دعا المنتجين الجزائريين سواء الفلاحيين او الصناعيين الى بذل المزيد من المجهودات من اجل خلق منتجات قابلة للتصدير الى الدول العربية، خاصة وان السوق عربية اصبحت واعدة مستقبلا، مشيرا إلى أن هناك دولا افريقية تتفاوض من خلال اتحاد النقد والعرض من اجل استيراد المنتجات الجزائرية. وقال جعبوب الذي كان مرفوقا بوزير التجارة الصيني، إن الحضور الدولي للمؤسسات الاقتصادية الجزائر ية لا يعتبر حضورا استعراضيا فقط، بل هو حضور للبحث عن السبل الجديدة للشراكة الاقتصادية مع المؤسسات الدولية من اجل ابراز قدرات التصدير الجزائرية، سيما المؤسسات الخاصة التي دخلت مجال التصدير، غير ان ذلك يتطلب المزيد من التشجيع والاجراءات المحفزة لتحقيق الاهداف المستقبلية والمتمثلة في تحويل الجزائر كقطب عربي مصدر خارج قطاع المحروقات. من جهتها أوضحت وزيرة التجارة الاماراتية لبنى القاسمي التي رافقت الوزير خلال اشرافه على افتتاح صالون الصادرات بقصر المعارض أن زيارتها الى الجزائر تندرج في اطار ترقية العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والامارات وتطويرها في كل القطاعات التى تهم البلدين والتشاور حول القضايا العربية والاقليمية، خاصة وأن الجزائر اصبحت تحتل صدارة الدول المغاربية وشمال افريقيا. وتجدر الاشارة الى ان العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والامارات العربية المتحدة عرفت تطورا كبيرا خلال السنوات الاخيرة بفضل ارتفاع حجم الاستثمارات الاماراتية في الجزائر والتي يتوقع أن تبلغ 50 مليار دولار نهاية السنة المقبلة. وفي السياق ذاته وصف الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان عقب لقائه وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن العلاقات الجزائريةالإماراتية بالطيبة، مؤكدا أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفيلقة ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ابرزا ارادة سياسية قوية لتطوير هذه العلاقات في كل المجالات. ويذكر أن الجزائر والامارات قد وقعتا عام 2007 على اتفاقية تحويل ديون الجزائر للامارات والمقدرة ب 333 مليون دولار أمريكي إلى استثمارات.