حملت أرمينيا أمس، أذربيجان مسؤولية فشل قمة للسلام في روسيا بهدف تسوية نزاع يتعلق بمنطقة ناغورني كاراباخ المتنازع عليها، وهو النزاع الذي تخشى قوى دولية من تحوله إلى حرب جديدة. ولم يتمكن قادة الدولتين المعاديين من الاتفاق على "مبادئ أساسية" للاتفاق بهدف الوصول إلى خارطة طريق نحو تسوية النزاع المتعلق بالمنطقة رغم الضغوط الدولية القوية التي سبقت الاجتماع الذي شهدته مدينة كازان الروسية الجمعة. وقال وزير الخارجية الأرمني ادوارد نالبنديان في بيان "لم تشهد قمة كازان تحولا لعدم استعداد أذربيجان لقبول احدث صيغة من المبادئ الأساسية". واتهم الوزير الأرمني أذربيجان بتقويض المحادثات بدعوتها لاجراء "قرابة عشرة" تعديلات على الوثيقة التي طال بحثها. ورغم عدم التوصل إلى اتفاق رسمي إلا أن الجانبين قالا أنهما أحرزا بعض التقدم.حيث قال القادة في بيان نشره الكرملين الروسي، أن رئيسا الدولتين، أشارا إلى الوصول إلى تفاهم مشترك حول عدد من المسائل من شأن تسويتها خلق ظروف تؤدي لاقرار المبادئ الأساسية. وفشلت أرمينيا وأذربيجان في التوصل إلى وثيقة إطار تضع حلا لنزاع مستمر منذ عقدين حول إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين الدولتين. حيث لم يستطع الرئيسان الأرميني سيرج سركسيان والأذربيجاني إلهام علييف الخروج بحل من محادثاتهما التي عقدت في مدينة قازان الروسية برعاية الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف.
وأكد الرؤساء -في بيان عقب الاجتماع الثلاثي- ضرورة التوصل إلى تفاهم متبادل حول مجموعة من القضايا ستساعد على خلق ظروف مواتية للموافقة على المبادئ الأساسية.
وكانت وزارة الخارجية الروسية عبرت الخميس عن أملها في أن يقر علييف وسركسيان خلال اللقاء ما يمهد لإعداد اتفاقية سلام من شأنها أن تنهي النزاع الأرميني الأذربيجاني حول إقليم كاراباخ.
وتعود الأزمة بين الدولتين إلى عام 1991 (بعد انهيار الاتحاد السوفياتي)، بعدما أعلن أرمن الإقليم الانفصال عن أذربيجان، وأرسلت الحكومة الأذربيجانية قوات إلى هذا الإقليم في محاولة لاستعادته.
بدورها ساندت أرمينيا أرمن كاراباخ لتبدأ الحرب التي أودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص من الأذربيجانيين والأرمن حتى الآن.
ولم تتمكن أذربيجان من إعادة هذا الإقليم، فيما أعلن سكانه قيام جمهورية ناغورنو كاراباخ. ولم تعترف أي دولة باستقلال هذه الجمهورية.