قال الرئيس الأرميني سيرج سركسيان إن بلاده قررت تجميد المصادقة على اتفاقيات تهدف لتطبيع العلاقات مع تركيا التي عكّرتها على مدى عقود اتهامات للأتراك بارتكاب مذابح ضد الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، وكذلك بسبب النزا حول إقليم ناغورني كاراباخ. وأشار الرئيس سركسيان في خطاب متلفز إلى أن بلاده لم تنسحب من المسار الذي دخلته من أجل تطبيع العلاقات مع الجارة تركيا، لكنها قررت حاليا تجميد المصادقة على الاتفاقيات مع أنقرة. وتعهد سركسيان بأن أرمينيا ستمضي قدما في ذلك المسار في حال توفر الجو المناسب في تركيا واستعداد القيادة هناك من أجل العودة إلى مسلسل التطبيع.وجاءت تصريحات الرئيس الأرميني بعد أن أصدر الائتلاف الحاكم في البلاد بيانا قرر فيه تجميد التصديق في البرلمان على اتفاقيات مع تركيا، وبرر موقفه بكون أنقرة ترفض نفيذ مطلب التصديق على الاتفاقية بدون شروط مسبقة في وقت معقول. وجاء في البيان أن الائتلاف الحاكم في أرمينيا قرر تجميد التصديق على الاتفاقيات، بعدما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن التصديق على الاتفاقيات في أنقرة سيتوقف على اتفاق سلام بشأن إقليم ناغورني كاراباخ. ومن جهته، قال أردوغان إن بلاده ملتزمة ببروتوكولات السلام مع أرمينيا، فيما أشار مسؤول في وزارة الخارجية التركية إلى أن أنقرة لم تتلق أي معلومات رسمية عن تعليق عملية التصديق على الاتفاقيات في البرلمان الأرميني. وطلبت تركيا انسحاب القوات الأرمينية من الخطوط الأمامية لإقليم ناغورني كاراباخ المتناز عليه بين أرمينيا وأذربيجان كشرط للتصديق على اتفاق السلام، وهو ما أثار رفضا شديدا في أرمينيا.وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما حثّ كلا من أرمينيا وتركيا على بذل كل الجهد لإحراز تقدم في تطبيع العلاقات بين البلدين الجارين، اللذين وقعا اتفاقا تاريخيا في أكتوبر الماضي يقضي بإقامة علاقات دبلوماسية وفتح الحدود بين البلدين بعد عقود من العداء. لكن تصديق برلماني البلدين على الاتفاق تعطل بسبب الخلاف حول مشكلة مقتل الأرمن الذي تصر أرمينيا على اعتباره إبادة جماعية، وبسبب الخلاف حول دعم تركيا لأذربيجان في نزاعها مع أرمينيا على منطقة ناغورني كاراباخ