تعهدت أرمينيا وأذربيجان بمواصلة الحديث عن اتفاق سلام محتمل لحل الصراع بين البلدين على إقليم ناغورني قره باغ، بعدما اجتمع وزيرا خارجية البلدين لإجراء محادثات في موسكو الجمعة. وقال الوزير الأذري ألمار ماميدياروف "إذا شعرنا بأننا وجدنا أرضية مشتركة فلا شيء مستحيل".وقال وزير الخارجية الأرميني إدوارد نالبانديان أن اجتماع الجمعة في موسكو كان مفيدا وينبغي استمرار المشاورات في نفس الإطار، وأضاف "هناك قضايا حساسة.. نحاول توفير كل الظروف لاستمرار المفاوضات"، وسهلت روسيا المحادثات المغلقة التي حضرها دبلوماسيون أمريكيون وفرنسيون، وهي تمثل محاولة جديدة لإنهاء المأزق بشأن الصراع في منطقة القوقاز الحساسة. وعقب الاجتماع قال نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية والرئيس المشارك للمحادثات ماثيو بريزا إن عنصرا أساسيا في أي اتفاق سيكون شكلا من أشكال الاستفتاء على وضع المنطقة، وإن كانت شروطه لا تزال قيد الإعداد، وأضاف أن الأمر كله يتوقف على كيفية إجراء التصويت "أفضل عدم التكهن بما قد تسفر عنه العملية بأسرها". وقال بريزا انه لن يجري الاتفاق على أي شيء قبل توافر كل العناصر، معتبرا أن "الأجواء مواتية لإجراء مناقشة موضوعية جدا، لكنه يستحيل التكهن بما إذا كانوا سيجدون طريقهم إلى تلك التسوية.. نأمل هذا". وكان إقليم ناغورني قره باغ الواقع في أذربيجان ويقطنه الأرمن قد انفصل بعد حرب أعقبت مباشرة انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، ويقول الإقليم الذي تدعمه أرمينيا إنه مستقل استقلالا كاملا لكنه لا يتمتع باعتراف دولي، وجرى الاتفاق على وقف إطلاق النار عام 1994، لكن إقليم ناغورني قره باغ ومنطقة شاسعة حوله تحت سيطرة الانفصاليين.وتريد أذربيجان سحب المسلحين الأرمينيين من ناغورني قره باغ ونشر قوات حفظ سلام دولية والسماح بعودة أكثر من مليون لاجئ قبل بدء محادث جوهرية بشأن مستقبل المنطقة، وأذربيجان أحد عناصر خطط الغرب لتحويل القوقاز إلى نقطة عبور لإمدادات النفط والغاز إلى أوروبا دون المرور عبر روسيا، وهي تنظر إلى استعادة ناغورني قره باغ بوصفه أولوية بالنسبة لها.