أكد مصدر سعودي، أمس، أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المتواجد تحت العناية الطبية المكثفة في المستشفى العسكري السعودي لن يعود إلى بلاده ثانية في وقت مازال الوضع العام على صفيح ساخن بسبب تباعد المواقف وانعدام سبل الحل في أفق بلد يعد من أفقر بلدان العالم. ولم يحدد المسؤول السعودي الذي لم يكشف عن هويته أسباب عدم عودة الرئيس اليمني هل هي لدواع صحية نتيجة الجروح البليغة التي أصيب بها في الهجوم الذي استهدف مسجد القصر الرئاسي في الثالث جوان الجاري وخلف مقتل 11 شخصا أم لأنه اقتنع باستحالة عودته نتيجة الظروف السياسية واستمرار تعالي أصوات المناوئين له المنادية بعدم عودته. ومهما كانت أسباب مثل هذه التصريحات التي لم تكن الأولى من نوعها منذ نقل الرئيس اليمني للعلاج في العربية السعودية فإن الغموض التام مازال يكتنف مصير الرئيس اليمني بعد أن أكدت مصادر قيادية في الحزب الحاكم وأخرى من حكومته أنه سيعود وأن ذلك لن يطول. وليست هي المرة الأولى أيضا التي يكثف فيها مقربون من الرئيس صالح تصريحاتهم بعودته الوشيكة والقول في كل مرة أنه سيعود خلال أيام بعد أن عرف وضعه الصحي تحسنا ملحوظا ولكن الأيام بدأت تتحول إلى أسابيع في بلد لم يعد يحتمل أكثر من أجل إيجاد مخرج لأزمته التي يموت فيها عشرات المدنيين دون بريق أمل لوقف المأساة والدماء التي تسيل. وتجهل إلى حد الآن حقيقة الإصابات التي تعرض لها الرئيس اليمني بعد أن امتنعت السلطات اليمنية والسعودية على السواء عن الإدلاء بأي معلومات رسمية بخصوص وضع الرئيس اليمني بعد العمليات الجراحية التي أجريت له منذ إدخاله العناية المركزة في المستشفى العسكري السعودي. وبين استقرار حالته وتحسنها وأيضا دخوله في غيبوبة وحتى نشر إشاعات حول وفاته بقي الشارع اليمني يتابع مثل هذه التصريحات والأزمة الداخلية تزداد عمقا في ظل مسيرات مؤيدة للرئيس وأخرى معارضة له وفي وقت مازال فيه الاقتتال متواصلا بين القوات النظامية وعناصر تنظيم القاعدة في جنوب البلاد. وهو وضع الانفلات العام الذي جعل شباب ثورة التغيير اليمنية يشددون الضغط على عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني الذي استخلف علي عبد الله صالح في منصبه وفق الدستور اليمني من أجل الدفع به إلى تشكيل مجلس انتقالي يمهدون به لوضع حد لنظام الرئيس اليمني. ويبدو أن نائب هذا الأخير بدا يلين شيئا فشيئا لمطالب المحتجين المتواصلة بعد أن قبل نهاية الأسبوع بالجلوس إلى ممثليهم وناقشهم مطالبهم ومقترحاتهم لأول مرة منذ اندلاع المواجهات بين القوات النظامية والمحتجين المطالبين برحيل الرئيس صالح في السابع عشر فيفري الماضي. ويأتي هذا اللقاء في نفس الوقت الذي تسربت فيه معلومات عن مصادر دبلوماسية في العاصمة اليمنية أكدت على لقاء جمع ياسين سعيد نعمان رئيس المعارضة النيابية اليمنية وعبد الكريم الارياني مستشار الرئيس عبد الله صالح في إحدى العواصم الأوروبية تناول الوضع العام للبلاد والطرق العملية للخروج من الأزمة التي تكاد تعصف بالبلاد. وذكرت هذه المصادر أن الرجلين بحثا فكرة التوصل إلى حل توافقي يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية في مرحلة أولى قبل البدء في عملية انتقال سلسلة للسلطة في صنعاء. ويجهل إلى حد الآن الموقف الذي أبداه الارياني من هذه الفكرة وما إذا كانت السلطة اليمنية مستعدة لتطبيقها وهل يعني ذلك أن ترتيبات في هذا الشأن ستكون بداية لإنهاء الأزمة اليمنية.