أكد وزير الصناعة والسياحة والتجارة الإسباني، ميغال سيباستيان، أمس الأول، بحاسي الرمل أن دخول "سوناطراك" في رأس مال المجمع الإسباني الطاقوي "غاز ناتورال"، سمح "بتدليل وتجاوز كل الخلافات بين الجزائر واسبانيا في المجال الطاقوي والتي ضلت بسنوات عائقا كبيرا أمام فرص ومساعي التعاون والاستثمار البيني. وأضاف ميغال، أمس الأول، خلال حفل تدشين المحطة الكهربائية الهجينة بحاسي الرمل عن إرادة إسبانيا في أن تصبح "شريكا استراتيجيا للجزائر" في الميدان الطاقوي كما تأمل مرافقتها في تطبيق برنامجها الخاص بتطوير الطاقات المتجددة الذي أقرته الحكومة في فيفري الماضي. وأفاد ميغال سيباستيان أن السلطات الاسبانية مستعدة لمرافقة الجزائر في إنجاز مشاريعها الخاصة بتطوير الطاقات الجديدة والمتجددة التي تشكل خطوة إضافية في مسار التعاون الطاقوي البيني. أما بخصوص المحطة الكهربائية الهجينة التي تم تدشينها، أمس الأول، بحاسي الرمل وهي نتاج شراكة جزائرية اسبانية، فقد اعتبرها الوزير الإسباني مثال قوي للتعاون وتجربة نموذجية على مستوى منطقة المتوسط ونموذج ناجع لإنتاج الكهرباء وتموين المناطق الريفية والجبلية المعزولة عن الشبكات الكهربائية التقليدية. كما أعرب، من جهة أخرى، عن إرادة بلاده في رؤية الجزائر تنضم إلى المخطط المتوسطي للطاقة الشمسية الذي سيسمح للمنطقة برمتها بالاستفادة اكبر قدر ممكن من الطاقة الشمسية من اجل إنتاج الكهرباء والاستجابة للاحتياجات الداخلية وحتى تصدير الفائض من الإنتاج. وأكد في هذا الصدد، على ضرورة ربط الشبكات الكهربائية لبلدان حوض المتوسط من اجل السماح لبلدان الضفة الجنوبية بتصدير إنتاجها الكهربائي من الطاقة الشمسية نحو الشمال، داعيا إلى إنجاز مشاريع جديدة مماثلة لتلك الموجودة بحاسي الرمل في إطار المخطط المتوسطي للطاقة الشمسية. وفي رده على دعوة الوزير الإسباني للانضمام إلى النظام المتوسطي للطاقة الشمسية، أكد وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي، أن الجزائر تتوفر على برنامجها الخاص بالطاقات الجديدة والمتجددة إلا أنها تظل كما قال "منفتحة على كل اقتراح للشراكة والتعاون في هذا المجال وأن أبواب الاستثمار في الجزائر مفتوحة شريطة التقيد واحترام بالقانون والالتزامات الموقع عليها. أما بخصوص المستخدمين المكلفين باستغلال المحطة، فقد أشار يوسفي انه من بين 70 عامل هناك 65 جزائري. للتذكير، فإن المحطة الكهربائية الهجينة "شمس غاز" بحاسي الرمل التي تعد الأولى في الجزائر والثانية في العالم قد أشرف على تدشينها كل من وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي وزير الصناعة والسياحة والتجارة الإسباني، ميغال سيباستيان وتبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه المحطة 150 ميغاواط منها 120 ميغاواط تنتج بواسطة الغاز و30 ميغاواط من الطاقة الشمسية وهي موصولة بالشبكة الكهربائية الوطنية.للتذكير فأن إنجاز هذه المحطة قد تم في إطار الشراكة بين الشركة الجزائرية للطاقة الجديدة "نيوإينارجي ألجيريا" والشركة الإسبانية "أبنير" باستثمار يقدر ب 350 مليون أورو. وتتربع هذه المحطة على مساحة تقدر ب 64 هكتارا، يوجد بها 224 جامع للطاقة الشمسية يبلغ طول كل واحد منها 150 مترا. وحسب خبراء طاقويين جزائريين، فإن دخول هذه المحطة حيز الخدمة، هوبمثابة الانطلاقة الفعلية للبرنامج الوطني للطاقات المتجددة، الذي أقرته الحكومة، والذي ينص على الرفع من نسبة الطاقات المتجددة من الإنتاج الوطني للكهرباء في آفاق 2030 إلى 40 بالمائة.