قال فريد هباز، العضو السابق في حركة مجتمع السلم وعضو مجلس الأمة المعين في الثلث الرئاسي، إن قرار المنشقين عن حركة الراحل محفوظ نحناح بإنشاء هيكل سياسي يجمعهم جاء بعد استنفاد كل جهود الصلح بين الفريقين التي قام بها علماء وشخصيات بارزة من داخل الوطن وخارجه، فضلا عن الانحرافات الحاصلة في بيت الحمسيين والتي خرجت عن المبادئ التي أسست لأجلها. كما أكّد هباز في تصريح خصّ به "الأمة العربية" أن الفرقاء وصلوا إلى نقطة اللاّرجوع خاصة بعدما تبيّن أن رئيس حركة مجتمع السلم ،أبو جرة سلطاني، مصرّ على المضي قدما في فرض سيطرته وأفكاره وتهميش خصومه وتغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الحزب، وهذا ما ظهر جليا -حسب فريد هباز- في حل بعض المكاتب الولائية التابعة للحركة والتي أعلنت تأييدها لجماعة عبد المجيد مناصرة، وهذا ما حذا بجماعة مناصرة -حسب هباز دائما- إلى الخروج من الجدال العقيم بعدما وصلت الأمور إلى طريق مسدود وتأسيس حركة جديدة تلمّ شملهم والتي لا زالت في طور التأسيس. ولم يبدِ عضو مجلس الأمة أي تخوف من فقدان المنهج الإخواني لمناصرية، حيث اعتبر أن العبرة ليست مرتبطة بالكم قدر ما هي مرتبطة بالمبادئ، مضيفا أن الذي يهم المنشقين عن الحركة هو التمسك بالمبادئ التي تأسست عليها الحركة والوفاء لشيخها الراحل محفوظ نحناح مع التمسك بالمبادئ الكبرى ممثلة في الحريات والاستقرار والتعاون بين المخلصين، كما اعتبر العضو السابق في حركة حمس أن البيان التأسيسي للحركة الجديدة يعطي الأولوية "للمجتمع على السلطة" و"الدعوة على الدعاية" معتبرا أن حركة حمس بقيادتها الحالية انحرفت عن القيم التي أسست لأجلها وتأسيسهم لحركة جديدة ليس طعنا في الأشخاص قدر ما هي عملية إنقاذ لمبادئ الحركة وقيمها التي ناضل في سبيلها الخيّرون في الحركة وعلى رأسهم زعيمها الراحل محفوظ نحناح. وعن مستقبل حركة مجتمع السلم قال فريد هباز إن الرجال أسّسوا الحركة، ولا يهم الإطار قدر ما تهم القيم والمنهج، معتبرا أن الذين سعوا إلى إنشاء حركة جديدة متمسكون بالمنهج والقيم والمبادئ الأساسية والمنهج القويم. وفي سؤالنا عن تفاعل قاعدة حمس مع الأفكار الجديدة التي طرحها خصوم أبو جرة، قال هباز إن اتصالات عديدة تبارك الخطوة الجديدة لإدراك الكثيرين من الحركة أن المولود الجديد سيبقى على المنهج الصحيح. ولم يبد هباز أي تخوف من فراغ الوعاء الانتخابي نتيجة هذا الانقسام، مؤكدا أن البرنامج الذي ستخرج به الحركة الجديدة سيكون فيصلا في تجنيد الشعب وكل من بقي وفيًّا للمبادئ الأساسية للحركة التي أسّسها الراحل محفوظ نحناح الأب الروحي للإخوان في الجزائر.