يبدو أن تداعيات قرار القيادي السابق في حركة مجتمع السلم، عبد المجيد مناصرة، القاضي بإنشاء هيكل بديل عن حركة الراحل نحناح، قد أخذ يلقي بظلاله سلبا على الجبهة الداخلية المشكلة لصفوف القيادات المعارضة لزعيم حمس الحالي أبوجرة سلطاني، بحيث أن المتأمل للائحة الشخصيات الموقعة على بيان تأسيس الحركة الجديدة المطلق عليها تسمية ''الدعوة والتغيير''، يلاحظ غياب عدد من الأسماء الثقيلة التي كانت تطبع الواجهة الأمامية للمنقلبين على خيارات المؤتمر الرابع للحركة والمؤسسات المنبثقة عنه، وهي ذات الأسماء المحسوبة ضمن قيادات الصقور داخل الجناح المناوئ لرئيس حمس أبوجرة سلطاني، على غرار عضوي مجلس الشورى وهيئة المؤسسين الحاج عزيز الطيب، والحاج سليمان دهيري، إضافة إلى عبد الهادي سايح وعبد العزيز منصور لخضر رابحي تردد في إنتضار الآتي من جهته النائب لخضر رابحي ،و الرئيس السابق للمكتب التنفيذي بالعاصمة، صرح في مكالمة أمس مع ''البلاد'' أنه سيعلن عن موقفه الرسمي من خطوة وزير الصناعة الأسبق بعد أيام قليلة، مبديا ترددا كبيرا في مساندتها والتوقيع على ما جاء فيها استنادا لعدة اعتبارات ذكر منها ضبابية الأوضاع وعدم توضح الصورة واكتمالها، وهو ذات التصرف الذي اعتمده سابقا مع نواب ''كتلة التغيير'' المنشقة عن الكتلة البرلمانية لحمس، حين نأى بنفسه عن الخوض في الخطوات التصعيدية التي سلكها النواب المنشقين. الحاج سليمان : غياب يحمل أكثر من دلالة وغير بعيد عن رابحي، فإن غياب الحاج سليمان عن قائمة الأسماء الموقعة على البيان وتخلفه عن المشاركة في اللقاء التأسيسي لحركة ''الدعوة والتغيير''، يطرح أكثر من علامة استفهام عن سر هذا الغياب، وهو الشخص الذي جهر بمعارضته الشرسة لاعتلاء أبوجرة رئاسة الحركة منذ الأيام الأولى السابقة لمؤتمر 2003 الذي أعقب شغور منصب رئاسة حمس على إثر وفاة مؤسسها الشيخ محفوظ نحناح. فريد هباز : الغياب أو السكوت لا يعني الرفض لكن من جهة أخرى، أرجع السيناتور فريد هباز أحد الموقعين على البيان، سبب تخلف هذه الأسماء عن الالتحاق بركب الحركة الجديدة، بالقول ''هناك عدد كبير من الأسماء غير مدرجة في لائحة الموقعين على اعتبار أن اجتماع التأسيس ضم أكثر من 100 قيادي استغنوا بتوقيع 24 منهم فقط على البيان''، كاشفا أن لخضر رابحي والناطق الرسمي لما سمي ''كتلة التغيير'' عبد العزيز منصور كانوا من بين الحضور في تلك الجلسة، في حين لم يقدم أي مبرر عن غياب الحاج سليمان والحاج الطيب عزيز اللذان يحظى كل واحد منهما بمكانة اعتبارية كونهما من جماعة المؤسسين. كما علل هباز سبب التجائهم إلى خطوة الفصل والانشقاق، بالقول إن فشل مساعي الصلح وإقدام قيادة حمس الحالية على حل مكتبي ولايتي أدرار وباتنة ساهمت في تعجيل الخطوة، التي ذكر بأنها ستنسحب بأثر مباشر على الكتلة البرلمانية والقواعد النضالية للحركة، رافضا التعليق على بيان أبوجرة الذي رد فيه على خطوة جماعة مناصرة، بالإشارة إلى حرية الجميع في اعتماد الطريق الأنسب، مع إبقائه الباب مفتوحا أمام جميع أبناء الحركة ومناضليها من أجل العودة إلى أحضان البيت الواحد الذي طالما استطاع جمع الكل داخل بوتقة المؤسسات والهيئات المنتخبة من قبل القواعد.