أعلن، مساء الإثنين، المجلس الدستوري عن النتائج الرسمية النهائية لرئاسيات التاسع من أفريل، ليرسّم فوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ويدحرج المرشح علي فوزي رباعين للمرتبة الأخيرة عوضا عن محمد السعيد أوبلعيد الذي أصبح يحتل المرتبة الخامسة. وأضاف المجلس الدستوري 100 ألف صوت لعبد العزيز بوتفليقة، ليصبح عدد الناخبين الذين صوتوا لصالحه 13 مليون و19 ألف و787. بينما ارتفعت نسبة المشاركة إلى 74.56 بالمئة، بعد أن كان وزير الدولة ووزير الداخلية قد أعلن يوم الجمعة الفارط عن نسبة قدرها 74.54 بالمئة. وبإعادة المجلس الدستوري للحسابات، ارتفعت نسبة أصوات لويزة حنون من 604258 (22 ر4 بالمئة) إلى 649.632 صوت. بينما ارتفع رصيد محمد السعيد من 132242 (92 ر0 بالمئة). إلى 133.315 صوت، لينتقل بذلك من المرتبة الأخيرة إلى الخامسة، عوضا عن علي فوزي رباعين الذي أعلن المجلس الدستوري أن الأصوات الممنوحة له أقل مما أعلن عنه زرهوني الجمعة الماضي، فمن 133129 صوت ( 93 ر0 بالمئة) ظل بحوزته 124.559 صوت. وجاء الترتيب النهائي للمرشحين لمنصب رئيس الجمهورية كما يلي : السيد بوتفليقة عبد العزيز : 13.019.787 السيدة حنون لويزة :649.632 السيد تواتي موسى : 294.411 السيد يونسي محمد جهيد: 208.549 السيد محند أوسعيد بلعيد: 133.315 السيد رباعين علي فوزي: 124.559 وكشف المجلس الدستوري أن عدد الطعون المودعة لديه بلغت 57 طعنا، رفض 53 منها "لعدم استيفائها الشروط الشكلية والقانونية بسبب انعدام الجهة الطاعنة أو إرسالها بعد انقضاء الأجل القانوني للإخطار أي بعد الساعة الثانية عشرة من يوم الجمعة 10 أفريل 2009" وأشار بيان المجلس إلى أنه تم قبول "أربعة طعون في الشكل لكنها رفضت في الموضوع لكونها تتعلق بوقائع عامة وادعاءات تفتقد إلى الأدلة التي تثبت صحتها". وحسب بيان ذات المجلس، الذي تمت تلاوته مساء أول أمس الإثنين، فإن أغلب الاحتجاجات المرفوعة وردت من مرشح واحد، مضيفا الاحتجاجات "أقل" مقارنة بالاستحقاقات الرئاسية السابقة. وتأتي هذه النتائج بعد دراسة محتوى محاضر تسلّمها المجلس الدستوري والتي أعدتها اللجان الانتخابية والولائية واللجنة الانتخابية المشرفة على تصويت المواطنين المقيمين في الخارج. وحسب بيان المجلس الدستوري فقد "تم التدقيق في النتائج المدونة في المحاضر باستخدام وسائل الإعلام الآلي والرجوع إلى محاضر الإحصاء البلدي ومحاضر الفرز في مكاتب التصويت" ليقوم المجلس الدستوري "بضبط هذه النتائج في ضوء التصحيحات الضرورية التي ترتب عنها تغيير في النتائج النهائية على مستوى بعض الولايات منها على الخصوص الأغواط وأم البواقي والجزائر وعنابة وقسنطينة والمسيلة وبرج بوعريريج والوادي وتيبازة والمهجر". " الأمة العربية " تستطلع ردود الفعل إزاء النتائج النهائية مرشحون غاضبون ...رافضون ... وآخرون يتهمون المجلس الدستوري أبدى المرشحون لرئاسيات الخميس الماضي وممثليهم ردود فعل متباينة إزاء النتائج النهائية الأخيرة التي أعلنها المجلس الدستوري، أول أمس الإثنين، والتي أكدت تفوق عبد العزيز بوتفليقة، و ذيّلت قائمة المرشحين بعلي فوزي رباعين بعد أن كان يحتلها محمد السعيد بلعيد. "الأمة العربية" اتصلت بممثلي المرشحين الذي بدا بعضهم غير راض تماما على التغييرات رغم إضافة أصوات كثيرة لمرشحهم. حزب العمال : ال45 ألف صوت المسترجعة لا ترضينا يبدو أن إضافة المجلس الدستوري ل45 ألف صوت لرصيد صاحبة المرتبة الثانية مرشحة حزب العمال، لويزة حنون، لم يرضها ولا امتص غضبها، ففي اتصال هاتفي مع مدير حملتها الانتخابية، جلول آيت جودي، أكد "نحن نسجل هذه الأرقام، وما تم يعد فقط عملية تصحيح لبعض الأرقام التي كنا قد نبهنا إليها" مؤكدا أن النسبة "تظل غير معبّرة لأن التزوير فاضح لدرجة ...ليس بإمكان ال45 ألف صوت المسترجعة أن ترضينا ...". محدثتنا الذي أكد أن حزب العمال رفع 174 طعن للمجلس الدستوري، كشف ل"الأمة العربية" عن التحضير لملتقى جهوي ببسكرة، الخميس المقبل، سيتم خلاله التطرق لموقف الحزب من نتائج الانتخابات بما فيها النهائية المعلنة من قبل المجلس الدستوري. حركة الإصلاح: المجلس الدستوري لم ينصفنا كما يجب أما مرشح حركة الإصلاح، محمد جهيد يونسي، فقد استرجع 13000 صوت بعد مراجعة المجلس الدستوري لحساباته، وفي اتصال بمدير حملته الانتخابية جمال بن عبد السلام أكد "ما ضاع منا أكبر... ويقدر بالآلاف، وبالتالي فالمجلس الدستوري لم ينصفنا كما يجب ..." . وعلق محدثتنا على الرقم المسترجع بالقول لقد أرجعوه بعد مراجعة الأخطاء الحسابية التي ارتكبوها، حساباتهم لم تكن دقيقة ...". عهد 45 : عاقبوا فوزي رباعين لأنه ندّد بممارسات السلطة وبدا مدير حملة المرشح علي فوزي رباعين المتدحرج إلى المرتبة الأخيرة حانقا جدا على النتائج الأخيرة للمجلس الدستوري، حيث صرح ل"الأمة العربية" في اتصال هاتفي "الأمور واضحة ...إنه ترتيب تعسفي يناقض نفسه لأن تصريحات رئيس المجلس الدستوري تتناقض مع ما صرح به وزير الداخلية زرهوني ... السلطة تتناقض مع نفسها". محدثتنا ذهب إلى أبعد من ذلك وهو يقول "هذا الترتيب الجديد جاء لمعاقبة فوزي رباعين لأنه ندّد خلال الندوة الصحفية التي نشطها، يوم السبت الماضي، بالممارسات ...فقرروا هذا الإجراء العقابي في حقه". وعن احتلال المرشح محمد السعيد للمرتبة الرابعة بعد انتقال ارتفاع الأصوات الممنوحة له من 132242 إلى 133.315 صوت، علق مدير حملة فوزي رباعين بالقول "عكس ما قام به مرشحنا، فإن محمد السعيد تقدم بتشكراته الخالصة وتهانيه الحارة للمرشح الفائز، وأعلن ولاءه للسلطة فكان جزاءه أن أعطوه مرتبة علي فوزي رباعين ..." مضيفا "السلطة متعسفة تفعل ما بدا لها، والمجلس الدستوري ووزارة الداخلية هما امتداد لهذه السلطة" مشددا على رفض حزب عهد 54 لنتائج المجلس الدستوري قائلا "في الأخير سيحكم عليهم التاريخ". مديرية حملة محمد السعيد"الرئاسيات صفحة منتهية" بالمقابل، رفض مسؤول بخلية الإعلام على مستوى مديرية الحملة الإنتخابية للمرشح، محمد السعيد بلعيد، الخوض في نتائج المجلس الدستوري الأخيرة واكتفى بالقول "نحن لا نعلق عليها ...نترك ذلك للشارع" مضيفا "الرئاسيات بالنسبة لنا صفحة وانتهت" مؤكدا أنهم حاليا مشغولون بأمر أهم وهو التحضير لتأسيس حزب "الحرية والعدالة". بوشوارب : تعزيز لفوز بوتفليقة وعلى خلافهم، عبّر عبد السلام بوشوارب من رجال الحملة الانتخابية للمرشح الفائز عبد العزيز بوتفليقة عن فرحته بإضافة المجلس الدستوري مئة ألف صوت لبوتفليقة وقال في اتصال هاتفي مع الأمة "لقد فزنا بقوة، وهذا راجع لإجماع الشعب الجزائري على الرجل" واعتبر محدثنا النتائج الأخيرة للمجلس الدستوري "تعزيزا لفوز بوتفليقة"، مضيفا "الفرحة كبيرة بفوز الرئيس ...ونتائج المجلس الدستوري تحمل المزيد من الفرحة والتشجيع ..أمر يؤكد الإجماع على شخصه..". أما المرشح موسى تواتي فقد تعذّر علينا الاتصال به أو بأي أحد من قيادات حزبه وعلى رأسهم المكلف بالإعلام تين.