خرج الى العاصمة الاسبانية مدريد في مسيرات حاشدة، متظاهرون "غاضبون " انطلقوا من مختلف اقطاب البلاد قاطعين الاف الكيلومترات سيرا على الاقدام احتجاجا على السياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السائدة في اسبانيا. وبحسب مصادر اعلامية، انطلقت هذه المسيرات السلمية التي اطلق عليها "المسيرة الشعبية" من ثماني نقاط مختلفة على امتداد الجغرافية الاسبانية منذ شهر من الزمن توقف خلالها "الغاضبون" في كل قرية و مدينة ومدينة للاستماع الى مطالب المواطنين والتعرف الى احتياجاتهم وتعبئتهم سياسيا فضلا عن الترحيب بمن اراد الانضمام اليهم في مسيرتهم نحو العاصمة. وكانت تلك المسيرات وصلت الى اطراف العاصمة، فيما تواصلت لتجتمع في ساحة باب الشمس (بويرتا ديل سول) المركزية التي تعد معقل الاحتجاجات الاولى وبؤرة تظاهرات واعتصامات (حركة 15 ماي) منذ بداياتها وعلى مدار الشهرين الماضيين. وعقد "الغاضبون" مجلسا شعبيا في الساحة للادلاء بالاقتراحات وطرح الاراء والمطالب ودارستها قبل تقديمها الى السلطات في حدث تلته صرخة صامتة" استمرت عدة دقائق تنديدا بالاوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد ومطالبة باجراء تغييرات في الانظمة الحالية بما ينعكس ايجابا على المواطنين. كما أقيمت عدة نشاطات ثقافية في الساحة أمس، تليها تظاهرة احتجاجية شعبية واسعة جابت شوارع واحياء مدريد فيما يواصل "الغاضبون" نشاطاتهم اليوم بافتتاح "منتدى اجتماعي" في احدى اكبر حدائق مدريد لاطلاق فضاءات النقاش وطرح قضايا تتعلق بالسياسية والحركات النسائية والاقتصاد والثقافة والصحة وغيرها من القضايا الاجتماعية. يذكر ان المسيرات الثماني انطلقت من منطقة غاليسيا في اقصى الشمال الشرقي ومن عاصمة اقليم الباسك بلباو في الشمالي الاسباني ومن مدينة برشلونة في الشمال الشرقي وفالنسيا ومورسيا على الساحل الشرقي المطل على البحر الابيض المتوسط ومن ملقة الاندلسية الجنوبية فضلا عن المسيرة السلمية التي انطلقت من اقليم (اكتسريمادورا) الغربي ومن جزر الكناري في المحيط الاطلسي. وتعد "المسيرة الشعبية" مواصلة لحركة (15 ماي ) التي كانت انطلقت في 52 مدينة و قرية بدعوة نشرت على صفحات (الفيس بوك) و(تويتر) ولقيت صدى واسعا في مختلف المناطق الاسبانية واقبالا متزايدا من المواطنين تعبيرا عن سخط الشعب على الوضع الحالي في اسبانيا. وكان ناطقون باسم الحركة قالوا في تصريحات صحفية انهم قد يدعون الى اضراب شامل او استفتاء شعبي في 15 اكتوبر المقبل للمطالبة بتغيير النظام السياسي والمطالبة باتخاذ قرارات من شانها تحسين ظروف معيشة المواطنين وتوفير وظائف عمل للشباب وتعديل قانون الرهن العقاري، الى جانب الدعوة الى مظاهرة عالمية في الخريف المقبل. وحظيت الحركة بتاييد من الشعب بكل اطيافه وبتعاطف مع مطالبها من عدد كبير من الشخصيات السياسية والرياضية، حيث كانت وزيرة الدفاع الاسبانية كارمي تشاكون قالت إن حركة (15 ماي) تنادي ببعض الاقتراحات "المعقولة جدا" التي يجب ان تشمل على الحوار السياسي، فيما دعا رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو الى احترام مطالب المتظاهرين.