بحث مبعوث الاممالمتحدة إلى ليبيا عبد الاله الخطيب والمجلس الوطني الانتقالي المعارض بعض الافكار العامة لانهاء الحرب الاهلية، لكنهما قالا انه لم يتم بعد طرح مبادرة محددة. ومع تكثيف الجهود الدبلوماسية لانهاء الحرب، قال الخطيب لرويترز بعد الاجتماع إنه سيتوجه الى طرابلس لاستطلاع وجهات النظر هناك. وأضاف الخطيب انه لم يطرح على المعارضة الليبية خطة للسلام، وانما بحث معها اراء وأفكارا بشأن سبل بدء عملية سياسية للتوصل الى حل سياسي. ويتشبث الزعيم الليبي معمر القذافي بالسلطة برغم الحملة الجوية التي يقوم بها حلف شمال الاطلسي منذ أربعة أشهر والصراع الذي طال أمده مع المعارضة التي تسعى لانهاء حكمه المستمر منذ 41 عاما وسيطرت على أجزاء كبيرة من البلاد. ويواصل الحلف استهداف قوات القذافي في أنحاء ليبيا، حيث وجه ضربتين لاهداف في وسط طرابلس يوم الاثنين وتقول بريطانيا ان الحملة العسكرية لن تتوقف في شهر رمضان الذي يحل مطلع اوت. لكن الامال تتزايد في التوصل الى تسوية للحرب عن طريق المفاوضات. وقال محمود جبريل العضو البارز في المجلس الوطني الانتقالي لرويترز بعد محادثاته مع الخطيب ان المعارضة لن تقبل اي مبادرة لا تتضمن خروج القذافي من السلطة كخطوة اولى نحو السلام.وتمثل هذه التصريحات فيما يبدو رفضا ضمنيا لافكار من الاممالمتحدة طرحها دبلوماسي الاسبوع الماضي بشكل غير رسمي تشمل وقفا لاطلاق النار يعقبه تشكيل حكومة مؤقتة تقتسم فيها المعارضة والحكومة السلطة بدون القذافي. وكان الخطيب وهو سياسي أردني رفيع قال لرويترز في عمان الاسبوع الماضي ان أفكاره تتضمن الاتفاق على وقف لاطلاق النار يتزامن مع الاتفاق على وضع الية لادارة الفترة الانتقالية. لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال جبريل إنه لا توجد مبادرة حتى الان وان الخطيب يحاول اقتراح بعض الافكار العامة ليرى ما هو مقبول وما هو غير مقبول منها حتى يتمكن بناء على ذلك من طرح مبادرة. وأضاف جبريل ان المعارضة الليبية لن تلزم نفسها بأي شيء ما لم يكن لديها مقترحات مكتوبة.وتأتي زيارة الخطيب بعد يوم من اختتام وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي جولة محادثات استمرت ثلاثة ايام في القاهرة استهدفت السعي لانهاء الحرب بالتفاوض.وتقول الحكومة الليبية ان مبعوثيها مستعدون لاجراء مزيد من المحادثات مع الولاياتالمتحدة ومع المعارضين لكن القذافي نفسه لن يتفاوض ولن يتخلى عن السلطة.وقال المتحدث باسم الحكومة موسى ابراهيم يوم الجمعة ان مسؤولين ليبيين كبارا أجروا "حوارا بناء" مع نظراء أمريكيين في وقت سابق هذا الشهر خلال اجتماع نادر أعقب اعتراف ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض.ومما يزيد تعقيد وضع القذافي أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تسعى لاعتقاله بخصوص جرائم ضد الانسانية زعم أن قواته ارتكبتها. ويزيد ذلك من صعوبة عثوره على مأوى خارج ليبيا.غير ان امال التوصل الى تسوية عن طريق التفاوض زادت منذ قالت فرنسا للمرة الاولى الاسبوع الماضي ان القذافي يمكنه البقاء في ليبيا اذا تخلى عن السلطة.وأدلى زعماء المعارضة الليبية بتصريحات متضاربة في الاسابيع الاخيرة الاخيرة بشأن ما اذا كانوا سيسمحون للقذافي وعائلته بالبقاء في ليبيا في اطار اتفاق. وفي أحدث هذه التصريحات قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل لصحيفة وول ستريت جورنال ان هذا الامر قد يكون مقبولا، وأضاف عبد الجليل ان القذافي يمكن أن يبقى في البلاد لكن بشروط. واضاف ان المعارضة هي التي ستحدد مكان اقامته ومن الذي سيراقبه مشيرا الى أن الشروط نفسها ستطبق على أسرته.ويبدو من المستبعد أن تنجح المعارضة التي تفتقر الى التسليح الكافي في الاطاحة بالقذافي قريبا. وأعلنت الاسبوع الماضي تقدمها على عدة جبهات وانها كادت تسيطر على مدينة البريقة النفطية لكنها قالت لاحقا ان حقول الالغام ابطأت تقدمها. وعرض التلفزيون الرسمي صورا قال انها التقطت يوم الاثنين لشوارع خالية ومنشآت لتحزين النفط في البريقةوتقول قوات المعارضة التي تقاتل على الجبهة الغربية قرب مصراتة انها تقدمت لمسافة أقرب من زليتن الواقع على الساحل على بعد 160 كيلومترا شرقي طرابلس لكن الجبهة قرب زليتن كانت هادئة نسبيا يوم الاثنين. ونقل 20 مصابا الى المستشفى في مدينة مصراتة ومستشفى ميداني لكن أطباء قالوا ان معظم الاصابات طفيفة وناتجة عن شظايا.ونقلت السلطات الليبية الصحفيين الموجودين في طرابلس الى زليتن يوم الاثنين لرؤية ما قال مسؤولون انه مخازن للمواد الغذائية ومنشأة طبية قصفتها طائرات حلف الاطلسي.