في ترقب حذر لما سوف تخلص إليه الجهود الدولية المكثفة من نتائج تحل الأزمة الليبية التي دخلت يومها ال 53 دون أن يحقق أي من الطرفين انتصارا على الآخر، عكست الأنباء الواردة من قلب المعركة حالة من الهدنة غير المعلنة تخيم على الوضع العام في المناطق التي كان يوصف المشهد بها بالمحتدم والمشتعل على آخره مجموعة الاتصال الدولية تجتمع اليوم في الدوحة والانتقالي الليبي يرفض خارطة الطريق الإفريقية هذا ويبدو أن سيناريو سياسيا يؤدي إلى انقسام ليبيا أو منح الجهات الشرقية منها حكما ذاتيا بات هو الأقرب، بحسب الخبراء والمراقبين الذين أكد بعضهم في تصريحات سابقة ل “الفجر” أن حالة الكر والفر بين ثوار بنغازي وكتائب العقيد معمر القذافي هي أكبر دليل على ذلك. حتى فرنسا، التي تعتبر أكبر داعم لاستخدام القوة في ليبيا من أجل الإطاحة بالعقيد معمر القذافي ونظامه، يبدو أنها تتجه صوب الحل الدبلوماسي بعدما أعربت أنها تثق في الجهود الدولية لحل النزاع في ليبيا، مشيرة إلى أنها تثق في مبادرة الطريق التي توصل إليها القادة الأفارقة ووافق عليها العقيد معمر القذافي عند زيارة مندوبي الاتحاد الإفريقي له. وعن مبادرة خطة خارطة الطريق، أوضح حلف شمال الأطلسي أنه أحيط علما بها مشيرا إلى أنها تتضمن تقارير عن اقتراح من الاتحاد الإفريقي لوقف إطلاق النار في ليبيا وأن الحلف العسكري رحب بالجهود لإنهاء العنف ضد المدنيين. وقالت أوانا لونجيسكو، المتحدثة باسم الحلف في بيان “أحطنا علما بتقارير عن اقتراح من الاتحاد الإفريقي لوقف إطلاق النار. كان الحلف على اتصال دائم منذ بداية الأزمة الليبية بالاتحاد الإفريقي وغيره من المنظمات الإقليمية والدولية”، وأضافت “وكنا نوضح دائما أنه ليس هناك حل عسكري خالص لهذه الأزمة، ونحن نرحب بكل المساهمات في الجهود العالمية الكبيرة الرامية إلى وقف العنف ضد الشعب الليبي”. والتقى وفد الإتحاد الإفريقي بقادة المعارضة المتمركزين في شرق ليبيا. وتعتبر خارطة الطريق التي جاء بها الاتحاد الإفريقي أول خطوة جادة يقبل بها القذافي لإنهاء الصراع، رغم أن المعارضة تصر على ضرورة تنحي الزعيم الليبي معمر القذافي. وفي سياق متصل للجهود الدولية حول الأزمة في ليبيا، يعقد اليوم في العاصمة القطرية، الدوحة، أول اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا، والتي أسست خلال مؤتمر لندن بشأن ليبيا يوم 31 مارس الماضي. ويشارك في اجتماع الدوحة ممثلون عن برنامج الإنماء ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابعين للأمم المتحدة، إضافة إلى مبعوثها الخاص في ليبيا، عبد الإله الخطيب. وعلى الصعيد الميداني، قال متحدث باسم المعارضين في مدينة مصراتة الليبية، أمس، إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي أطلقت صواريخ جراد روسية الصنع على أهداف في المدينة. وأضاف “كان هناك قصف هذا الصباح بصواريخ جراد”. هذا، وأوضح حلف الناتو أنه ماض قدما نحو تأمين المدنيين، مشيرا إلى أنه لن يتوقف عن قصف كل من يستهدف المدنيين في ليبيا. وقال مسؤول بالحلف طلب عدم نشر اسمه: “سنواصل ممارسة الضغط على القوات التي تهدد المدنيين وستستمر عملياتنا” وأضاف “طائراتنا مازالت تحلق وحين نرى تهديدا للمدنيين سنتدخل”. وقال المسؤول إن القوات الحكومية الليبية قصفت مدينة مصراتة الليبية صباح أمس. وأضاف “لا يبدو أن هذا الحديث عن اتفاق للسلام له أي محتوى في هذه المرحلة”. وكان رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، حث الحلف على وقف الغارات الجوية على الأهداف الحكومية لإعطاء فرصة لوقف إطلاق النار بعد أن وافق القذافي على خطة خارطة طريق طرحها الاتحاد الإفريقي لإنهاء الصراع في ليبيا وتتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار. .. وبان كي مون في الجامعة العربية الأسبوع المقبل قال متحدث باسم الأممالمتحدة، الجمعة، إن الأمين العام، بان كي مون، سوف يحضر الأسبوع المقبل اجتماعا دوليا بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة في إطار تنسيق الجهود لحل الأزمة الليبية. وسيحضر هذا الاجتماع بالإضافة إلى مسؤولي الجامعة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، جان بينغ، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاترين أشتون. وقال المتحدث الأممي، مارتين نيسركي، إن هدف الاجتماع سيكون تبادل وجهات النظر ودعم التنسيق بين المنظمات المشاركة في بحث الأزمة الليبية.