تمثل مفرغة بوليماط ببلدية بجاية نقطة سوداء في وجه السياحة رغم المساعي التي بذلها مسؤولو البلدية لإيجاد مفرغة بعيدا عن مناطق السياحية، حيث لقي هؤلاء صعوبات كبيرة للعثور على بقعة صغيرة لتفرسغ أطنان النفايات المنزلية يوميا، علما أن المفرغة الحالية بلغت درجة التشبّع وعدم قدرتها على استيعاب كميات أخرى من النفايات، وهو ما يزيد من تخوّف المسؤولين بتحويل وسط المدينة إلى مجمع لمفرغات هائلة فوضوية، ما يزيد الوضع تعقيدا هو فشل السلطات المحلية في العثور على قطعة أرضية بديلة لهذه المفرغة العملاقة، والسبب الأول هو معارضة المواطنين في البلديات والقرى لمشاريع إنجاز مفرغات جديدة، رغم الضمانات التي تقدم لحماية البيئة، لكن دون جدوى. ويقول أغلب المواطنين في كل منطقة إنهم في حاجة إلى مشاريع تنموية خلاقة للأرباح ومناصب الشغل وليس لاحتضان فضلات الآخرين، وحاولت بلدية بجاية أكثر من مرة تحويل مفرغة بوليماط إلى مناطق أخرى منها غابة بوشقرون التي تتوسط ثلاث بلديات هي بجاية وتوجة ووادي غير، لكن سكان هذه الأخيرة أبدوا معارضة شديدة بدعوى تلوث ينابيع الماء والأودية التي تسقى منها الأراضي الزراعية. وأشاروا في مراسلات موجهة حتى إلى وزارة لمجاهدين، إلى أن المكان المعين استشهد فيه 13 من مجاهدي المنطقة، حيث أعدموا جماعيا من قبل الجنود الفرنسيين، وجاءت مصالح الولاية بعدها بمشروع جديد خصص له غلاف مالي قدره 25 مليار سنتيم ويتعلق بإنجاز مركز لدفن النفايات، إلا أن مشاكل أخرى حالت دون تجسيده، وبقي الغلاف المالي جامدا إلى اليوم، وخلال سنة 2008 تدخلت مصالح ولاية بجاية مرة أخرى، حيث اقترحت تحويل مفرغة بوليماط إلى منطقة إغيل إزا بضواحي المدينة. وبعد انجاز جميع الدراسات التقنية وتحديد طبيعة الأرض، تدخل سكان المنطقة وهددوا بالنزول إلى الطريق الوطني في حال إقدام السلطات الولائية على تجسيد المشروع رغم أنفهم، وهو ما أدى مرة أخرى إلى إجهاض مبادرة الوالي السابق، وتمثل مفرغة بوليماط نقطة سوداء للقطاع السياحي بالولاية، حيث توجد على بعد أمتار من الشاطئ الفردوسي بوليماط، وهو ما جعل حتى السياح لأجانب يقترحون على السلطات المحلية إزالة المفرغة وتحويلها إلى مكان آخر لكن دون جدوى. ويشمئز أغلب السياح القادمين إلى بجاية، خاصة في فصل الصيف من مشاهدة الدخان المتصاعد والمشبع بغاز ثاني أكسيد الكاربون، كما يقول عدد كبير من المستثمرين أن هذه المفرغة هي التي تقف حجر عثرة أمام تجسيد مشاريع التوسع السياحي بالساحل الغربي. وحسب مسؤولي البلدية، فإن ما يثير مخاوف المسؤولين والإيكولوجيين هو الحجم الكبير من النفايات التي ترمى يوميا في هذه المفرغة والتي تزيد على مئة طن يوميا، ولجوء عمال النظافة إلى وسيلة الحرق للتخلص من بعض النفايات خاصة البلاستيكية، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الغازات السامة. وحسب ممثل للحظيرة الوطنية لقورايا، فإن وجود المفرغة لا يهدد بكارثة بيئية وحسب، وإنما يهدد حياة حتى الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء.