من المنتظر أن يجد المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش صعوبة كبيرة في إعادة بناء التشكيلة بسبب التراجع الكبير الذي يشهده مستوى الركائز مع أنديتهم، حيث لا تصله سوى الأخبار غير السارة عنهم، وهو دليل قوي على أن قواعد التشكيلة الوطنية أصبحت مهددة، مما يستدعي منه الإسراع في الترميمات بدءا من أول لقاء سيكون له مع اللاعبين يوم غد في التربص الذي سيجريه المنتخب بفرنسا. وكان المدرب الصربي قد ألمح إلى أن مهمته لن تكون سهلة بالنظر إلى تقهقر أداء اللاعبين فرديا وجماعيا، وكذلك غياب النتائج الإيجابية التي ترفع من معنوياتهم، وقد تضاعفت مخاوفه بعد الهجرة الجماعية التي قام بها نجوم "الخضر" إلى الخليج هروبا من وضعهم القاسي في أوروبا وبحثا عن المزيد من المنافسة التي تبقيهم في التشكيلة الوطنية، خاصة بعد التحذيرات التي وجهها إليهم المدرب بخصوص القاعدة التي يستند إليها في عملية الاختيار. مشاكل مبولحي وبوڤرة... هاجس حاليلوزيتش في الخط الخلفي ويكاد النحس يمس كل العناصر الوطنية المحترفة بالخارج، حيث اضطر الحارس الدولي مبولحي إلى مغادرة نادي كريليا صوفينوف الروسي بسبب السخط الكبير الذي أبداه الأنصار والمسؤولون عليه بعد الموسم الأسود الذي أداه، إذ لم يقدم أي إضافة تستحق الثناء وتسبب في العديد من الأهداف، وهي الوضعية التي عجّلت بعودته إلى فريقه السابق سياسكا صوفيا البلغاري الذي تألق معه من قبل. ولذلك، فإنه سيكون بحاجة إلى المزيد من الوقت والعمل للعودة إلى مستواه المعهود. ومن جهته، فإن المدافع الصلب مجيد بوڤرة الذي كان أكثر المحترفين استقرارا مع ناديه، دخل هو الآخر في نفق مظلم وبدأ مستواه ينخفض، حيث خرج من "فريق القلب" غلاسكو رانجرز من الباب الضيق، مما أنسى الأنصار كل ما قدمه للفريق طيلة المواسم التي قضاها معه، وذلك لكونه تسبب في إقصاء رانجرز من رابطة أبطال أوروبا على يد نادي مالمو السويدي بعد تلقيه البطاقة الحمراء في مباراة العودة عقب اعتدائه بالكوع على لاعب سويدي. هذه الوضعية جعلته يقرر السفر إلى قطر من أجل الإمضاء لنادي لاخويا، وبالتالي فإن حالته النفسية قد تعيقه على البروز في التربص، مما يجعل منصبه مهددا. زياني ويبدة قد يبتعدان عن تأدية دور قيادة المجموعة في الميدان وقد تزداد صعوبة المأمورية لحاليلوزيتش على مستوى خط الوسط، حيث أن كل اللاعبين الذين يمثلونه يتواجدون في مواقع محرجة، فمحرك الفريق كريم زياني لم يعد كذلك والدليل هو عدم تمكنه من فرض نفسه في أوروبا مما جعله يلتحق بزملائه في الخليج، ورغم مشاركته كأساسي في مباريات فريقه الجديد إلا أنه لم يستطع الظهور بنفس المستوى الذي كان عليه في مرسيليا أوفو لفسبورغ، لأن المعطيات مختلفة واللعب في الفريق الوطني يحتاج إلى مجهودات وإمكانيات خاصة، كما قال مدرب "الخضر". ويعيش حسان يبدة مصيرا مجهولا، حيث لم يفلح في البقاء في صفوف نابولي وأضحى مقتنعا بأن حلم المشاركة في رابطة الأبطال الأوروبية تبخر نهائيا، ولم يجد بدوره أي سبيل للنجاة من شبح الموسم الأبيض سوى الإستنجاد بالأندية الخليجية. ولهذا، فإن إسناد مهمة قيادة المجموعة لهذين العنصرين، كما في السابق، قد تعرض المنتخب لمشاكل جديدة وهو ما يحتم على المدرب البحث عن أسماء أخرى قادرة على القيام بهذا الدور المحوري.