قد تبدو مهمة المنتخب الوطني سهلة نوعا ما خلال الدور الثاني لتصفيات مونديال 2014 بالنظر إلى هوية المنتخبات التي ستواجهها، باعتباره الوحيد الذي شارك في كأس العالم الأخيرة. كما أنه يعتبر الأقوى في المجموعة على الورق، بدليل تعيينه على رأس المجموعة، ولكن المعطيات مغايرة تماما على الميدان نظرا لكون الكرة الإفريقية تطورت كثيرا ولم تعد هناك فرق كبيرة وأخرى صغيرة ومثل هذه المنافسات عادة ما تأتي بالمفاجآت غير المنتظرة، وكل المنتخبات أصبحت لها أهداف كانت من قبل حكرا على عمالقة القارة، والدليل على ذلك ما فعله المالاوي وإفريقيا الوسطى ب "الخضر" في كأس إفريقيا للأمم 2010 وتصفيات كان 2012 على التوالي، والشيء الملاحظ في مجموعة "الخضر"، هو أن المنتخبات الثلاثة إذا سلمنا بأن رواندا ستتأهل على حساب ارتيريا، سبق وأن واجهت الجزائر في مختلف المنافسات، ويبدو أن المنتخب المالي هو المرشح للصراع على ورقة التأهل بالنظر إلى النجوم التي يملكها ولو أن الحظ دوما يجانبه عندما يتعلق الأمر بالمنافسات الرسمية. حاليلوزيتش متفائل بتحقيق التأهل وكما كان منتظرا، فإن المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش بدا متفائلا بتحقيق نتائج إيجابية في هذه التصفيات و كات واثقا من بلوغ الدةر الثالث و الأخير، و لكن يبقى ذلك مجرد تصريحات للإستهلاك الإعلامي فقط في انتظار التجسيد على الواقع وستحسب عليه في حال الإخفاق، وقد سبقه إلى ذلك المدربين السابقين سعدان و بن شيخة، فالأول كان اكثر تحفظا خلال بداية تصفيات كاس العالم 2010 بإفريقيا الجنوبية، حيث قال آنذاك إن مهمة الخضر صعبة للغاية، خاصة لما أوقعته القرعة مع المنتخب السينغالي القوي في الدور قبل الأخير و بعدها مع المنتخب المصري، واكد حينها انه سيعمل كل ما في وسعه لقيادة المنتخب الوطني إلى النهائيات، وهو ما سخر منه الجميع، ولكنه عاد ليقول إنه لا يعد بشيء، لأن المنتخب كان يعيش ازمة كبيرة على كافة الأصعدة، وفي الأخير تمكن من تحقيق اكبر إنجاز بالوصول إلى نصف نهائي كأس إفريقيا بعدما غاب "الخضر" عن الطبعتين السابقتين وأهّل الجزائر إلى مونديال 2010 بعد غياب دام 24 سنة. وبالمقابل، أطنب المدرب الذي خلفه بن شيخة في الإشادة بنفسه حين تولى مهمة تدريب "الخضر"، وملأ رجال الإعلام صفحات الجرائد بتصريحات حماسية مليئة بالتفاؤل، حتى ظن الجميع أنه سيحدث ثورة في التشكيلة، ولكن سرعان ما كذّب الميدان كل شيء وحصد أسوأ النتائج، حتى أن المنتخب الوطني عاد في عهدته إلى أدنى المراتب، وبالتالي فإن المدرب البوسني مطالب بالوفاء بوعده، وإلا فإن الأنصار سيضعونه في الخانة السوداء التي يحتفظون بها. أولى لمسات المدرب البوسني ستظهر في مباراة تنزانيا ومن المنتظر أن تظهر أولى لمسات المدرب الوطني الجديد خلال مباراة الجولة الخامسة من تصفيات كأس إفريقيا 2012 امام تنزانيا يوم 4 سبتمبر القادم، حيث ستكون بمثابة الإختبار الاول لحاليلوزيتش و حينها سينكشف الوجه الجديد للخضر خاصة على مستوى خط الهجوم، ولو أن المباراة لن تكون مصيرية، على حد تأكيد المدرب، إلا أنها محطة في غاية الأهمية للتحضير لتصفيات المونديال و قبلها كأس إفريقيا 2013، ولذلك فإنه سيشرع في دراسة طريقة لعب المنتخب المالي والبنيني من الآن مع تكثيف العمل التكتيكي خلال التربص القادم الذي سيظهر له الكثير من النقاط المبهمة و اهمها اختيار العناصر التي ستمثل الجزائر في مباراة تنزانيا، وبعدها سيقود حملة موسعة في أوروبا للتنقيب عن المواهب الجديدة التي سيدعم بها التشكيلة، لا سيما في القاطرة الأمامية التي تعتبر الهاجس الأبدي لكل الجزائريين. ويتطلع حاليلوزيتش إلى قيادة المنتخب الوطني إلى تحقيق الانتصارات، في بداية مشواره بمنصب المدير الفني للفريق، مؤكدا أن موقف الفريق في التصفيات المؤهلة لبطولة إفريقيا ليست بالسهلة، لكن لا بد من التمسك بالأمل، حيث قال،في تصريحات إذاعية، "الأمور ليست سهلة بالمرة، لكن يجب اللعب من أجل الفوز بالمباراتين المتبقيتين في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012"، وأضاف "يجب الاعتراف بأن المنتخب الجزائري فقد تقريبا كل فرصه في التأهل للدور النهائي، لكن يتعين علينا لعب المباراتين المتبقيتين بكل قوة". وأكد حاليلوزيتش أنه بحاجة إلى المزيد من الوقت لإعادة بناء المنتخب وجعله أكثر تنافسية، مشيرا إلى أن الفريق يعيش أجواء صعبة بسبب سوء نتائجه في الفترة الأخيرة، حيث قال في هذا الإطار "هدفنا هو إعادة الروح لهذا الفريق، هذه المهمة تبدأ في المعسكر التحضيري المقرر من السابع إلى 11 أوت المقبل بفرنسا"، وكشف أنه بصدد البحث عن لاعبين جدد لتدعيم صفوف المنتخب في الفترة المقبلة، مؤكدا أنه سيتحدث قريبا إلى لاعبين جدد، وأنه يجب انتظار انطلاق الموسم الكروي الجديد في الجزائر حتى تتضح الأمور بشكل أكبر. أنصار "الخضر" يتحفّظون لكنهم يثقون في قدرات حاليلوزيتش ومن جهتهم، فإن أنصار المنتخب الوطني انقسموا بخصوص حظوظ "الخضر" في تصفيات المونديال القادم بعد عميلة القرعة التي جرت أول أمس بالبرازيل، حيث أكد عدد كبير منهم ان في حال مواصلة النتائج الهزيلة في المباريات القادمة فإن مصير المنتخب معروف وهو الإقصاء المبكر، خاصة مع تدني مستوى اغلب المحترفين الذين تنقلوا بالجملة إلى الخليج وهو مؤشر خطير على عجز المنتخب مستقبلا في ظل عدم وجود بدائل معروفة، ولكن بدا هؤلاء واثقين من قدرة المدرب البوسني على إعادة الهيبة للتشكيلة، حيث قالوا إن مشكلة المنتخب الوطني ليس في اللاعبين ولكن في الطرق والخطط التي ينتهجها المدربون، حيث أن كلا من سعدان وبن شيخة يعتمدان على الخطط الدفاعية مما أثر سلبا على خط الهجوم الذي يعاني من الصيام عن التهديف، وذهب آخرون غلى القول بأن الجزائر محظوظة بالوقوع في مجموعة سهلة لكن مع توفر الإرادة اللازمة لدى اللاعبين، خاصة وان اغلبهم يملكون خبرة معتبرة في هذه المنافسة وعاشوا اللحظات التاريخية عند التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، حيث تم رفعهم من طرف الجزائريين فوق السحاب، وبالتالي فقد يكون ذلك تحفيزا إضافيا لهم لتكرار السيناريو. هذا، وجدير بالتذكير، بأن المرحلة الثانية من التصفيات سوف تلعب في الفترة ما بين الفاتح من شهر جوان 2012 و العاشر من سبتمبر 2013، حيث تجرةى المواجهات على شكل بطولة مصغرة في كل مجموعة ذهابا و إيابا، و يتأهل المنتخب الذي يحتل الصف الأول من كل مجموعة إلى الدور الثالث والأخير، حيث أن هذه المرحلة الأخيرة ستلعب من 11، 12، 13،14 و15 أكتوبر الى 15، 16، 17، 18 و19 نوفمبر 2013، وخلالها ستقسم المنتخبات العشرة إلى خمس مجموعات في كل مجموعة منتخبين يتقابلان ذهابا وإيابا والمنتخبات الخمسة التي تفوز في الأخير هي التي ستمثل القارة السمراء في مونديال 2014 بالبرازيل. فراج يضيع فرصة اكتشاف المنتخب الوطني سيكون من المحتم على الظهير الأيمن لنادي فالنسيان والدولي الجزائري براهيم فراج الابتعاد عن الميادين لستة أشهر، وذلك بعدما تعرض لالتواء حاد في اربطة الركبة اليمنى في تدريبات فريقه عشية يوم الجمعة، حيث أن هذا الابتعاد سيؤثر عليه كثيرا و سيضيع عليه جزءا كبيرا من البطولة قد تزيد عن نصف الموسم وكذلك سيؤثر على مشاركاته مع المنتخب الوطني، خاصة وأن المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش وضعه ضمن قائمة للتربص القادم.