احتفل أبناء الجلفة أول أمس على غرار باقي ولايات الوطن بليلة السابع والعشرين "ليلة القدر المباركة" بتعمير مساجد الله بالصلاة والذكر والتسبيح، حيث تم تنظيم العديد من عمليات جماعية لختان الأطفال مسّت بالخصوص اليتامى وأبناء المعوزين وسط أجواء عائلية ميزتها الفرحة على وقع الزغاريد تيمنا بعملية الختان التي استفاد منها أزيد من 100 طفل من اليتامى والمعوزين الذين تم التكفل بهم من طرف الجمعيات الخيرية من حيث كسوة الختان وكسوة العيد، بالإضافة إلى حفلات تكريمية أقيمت خصيصا لحفظة القرآن عبر مختلف مساجد تراب الولاية، حيث دأبت العائلات الجلفاوية خلال هذه الليلة إلى تعويد أولادها الصوم لأول مرة في هذه الليلة العظيمة؛ وهذا من خلال تدريبهم على صيام ساعات أونصف يوم، وتم في هذه الليلة المباركة تكريم حفظة القرآن الكريم تشجيعا لهم وتحفيزا للآخرين على حفظ كتاب الله في جو روحي مفعم بالتسبيح والحميمية، كما أن الختان في هذه الليلة المباركة يوفر للعائلات مصاريف كثيرة، خاصة مع اشتداد الأزمة المالية للعديد من الأسر التي أرهقها الغلاء الفاحش للأسعار في رمضان، كما أقيمت أول أمس احتفالية دينية بمسجد (عبد الله بن عمر) بحي المناضلين ببلدية حاسي بحبح بالجلفة عقب صلاة التراويح للاحتفال بليلة القدر المباركة، على غرار المساجد الأخرى على مستوى تراب الولاية، حيث اجتمع المئات من المصلين داخل ساحة المسجد وهذا بحضور أئمة ومشايخ الزوايا الذين ألقوا كلمة بالمناسبة تتحدث عن فضائل ليلة القدر، وكان البرنامج ثريا تليت فيه آيات بينات من كتاب الله من طرف برعم "بن عمار سليم"، وتم بالمناسبة تنظيم العديد من النشاطات تخللتها تجويد القرآن وأناشيد دينية وأشعار من قبل مدرسة فردوس القرآنية، واستهل الشيخ إمام المسجد "قاسمي كمال" حديثه مؤكداً على أهمية الوقوف على فضل ليلة القدر من ناحية أولى، لتحديد عمق المناسبة الدينية لدى الحضور، وتصحيح المفاهيم الخاطئة من ناحية ثانية، وتنمية العقل والفكر لغد مشرق من ناحية ثالثة، موضحاً أن ليلة القدر تقدّر فيها الأرزاق والآجال، وكانت التحضيرات تجري على قدم وساق منذ مدة وذلك على مستوى المسجد وعلى مستوى العائلات خاصة التي أدخلت الفرحة والسرور لقلوب هؤلاء، حيث حرصت الأمهات على الاهتمام بالتحضير للاحتفالية بما تجود به الأسرة البحبحية في مثل هذه المناسبات خاصة الأطباق التقليدية الخاصة بهذه المناسبة، وهذا حرصا منهن على ترسيخ تقاليد هذه المناسبة للأطفال وتعريفهم بمدى قيمة الفرحة الرمضانية والدينية المحتفل بها، فالتزاور وتبادل الأطباق ووضع الحنّاء ليلة القدر هوما يميز العائلات الجلفاوية.