مني فريق مولودية الجزائر أول أمس بهزيمة ثقيلة أخرى في المواجهة التي جمعته بالترّجي التونسي على أرضية ملعب المنزه،في إطار الجولة الخمسة من دوري المجموعات لكأس رابطة الأبطال الأفريقية، حيث عرفت المواجهة تألق أصحاب الأرض اللذين سيطّروا على أطوارها بالطول و العرض وسط غياب كلّى لأشبال المّدرب بن شيخة اللذين لم يظهروا أي مقاومة تذكر للمدّ الهجومي التونسي القوّي بقيادة اللاعب الكامروني السابق لشبيبة بجاية يانيك نجونخ الذي عبث بدفاع المولودية و استطاع الوصول إلى مرمى الحارس عزّ الدين في ثلاث مناسبات كاملة، كما أنه قام بصناعة الهدف الرابع بعدّ ما قدّم كرة على طبق لزميله يوسف المساكني، وكادت أن تكون نتيجة اللقاء أثقل لولا فخ التساهل الذي وقع فيها لعبوا الترّجي الذين شرعوا في التفكير في مقابلة الأهلي مبكرا، وبهذه النتيجة فإن المولودية خرجت رسميا من السباق نحو التأهل و المرور إلى المريّع الذهبي عكس" التوانسة " اللذين خطوا خطوة عملاقة نحو بلوغ المربّع الذهبي. الرباعية أصبحت عادة في المولودية و يعتبر هذا اللقاء الثاني من نوعه الذي سجّل فيه ممثل الكرّة الجزائرية هزيمة ثقيلة و برباعية كاملة، حيث سبق له الانهزام بذات النتيجة أمام الوداد البيضاوي في ملعب الدارالبيضاء، و هي النتيجتين التي تؤكدان عدم جاهزية الفريق لخوض منافسة في حجم رابطة الأبطال التي تحتاج لعديد الإمكانيات المادية و البشرية، كما أنّها تبرز الفجوة الموجودة في مستوى بين الأندية الجزائرية و نظيرتها المغاربية و العربية التي تألقت بشكل لافت في هذه المنافسة على غرار الترّجي التونسي، الرجاء البيضاوي،الوداد البيضاوي و الهلال السوداني، وهذا دليل آخر على التراجع الرهيب الذي تعرفه كرة القدم الجزائرية في السنوات الأخيرة سواء على مستوى الأندية و على مستوى المنتخبات الوطنية، الذي سيغيب فريقها الأول عن كأس إفريقيا القادمة . الفريق لم يحقق أي انتصار في خمس مقابلات و يمكن القول أن حصيلة الفريق في دور المجموعات تبقى سلبية إلى حد الآن في انتظار الجولة الأخيرة، حيث لم يتمكن الفريق من تحقيق أي انتصار في خمس مناسبات كاملة، رغم أنه حظي بأفضلية الأرض و الجمهور في مقابلتين، اكتفى فيهما بتعادليين، و هي النتائج التي خيّبت آمال عشاق النادي اللذين كانوا ينتظرون أن يظهر فريقهم المفضّل بوجه أفضل في هذه المنافسة، التي سبق له الظفر بلقبها قبل حوالي 35 سنة من الآن،ولو أن كل المعطيات كانت توحي بفشل المولودية في دور المجموعات بسب المشاكل الكثيرة التي عرفها النادي في نهاية الموسم الماضي و ما أعقبها من مغادرة عدد من لاعبين الفريق المميزين على غرار مقداد،بوشامة و الحارس زماموش، مما حتّم على الفريق خوض دور المجموعات بتعداد ناقص في معظم المباريات. المولودية سجلّت هدف واحد و قبلت 11 هدف و يبقى هجوم المولودية الحلقة الأضعف في الفريق، حيث لم يتمكن من الوصول إلى مرمى المنافسين سوى في مناسبة واحدة في خمس مقابلات كاملة عن طريق المدافع مغربي و كان ذلك بمناسبة الجولة الأولى من دور المجموعات في اللقاء الذي جمع المولودية بالترّجي التونسي، في حين قبل دفاع الفريق 11 هدف كاملا، معظمها خارج القواعد بعدما سجّل هزيمتين ثقيلتين أمام أكل الوداد و الترّجي على التوالي، في حين خسر أمام الأهلي بثنائية نظيفة في ملعب القاهرة،في انتظار ما ستسفر عنه المقابلة الأخيرة التي تنتظر الفريق أمام الوداد البيضاوي المغربي بعد حوالي أسبوعين من الآن. وفد المولودية عاد إلى أرض الوطن أمس عاد وفد مولودية الجزائر عشية أمس إلى أرض الوطن على متن الرحلة العادية بين مطار قرطاج الدولي ومطار هواري بومدين على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، ورغم أن الرحلة كانت مبرمجة على الساعة 18:30 إلا أنها عرفت بعد التأخير كما جرت عليه العادة في كل تنقلات الفريق إلى حد الآن، هذا و لم يفوّت الأنصار اللذين كانوا حاضرين في المطار الفرصة لتوجيه اللّوم لزملاء القائد بابوش بعد "التبهديلة" الذي عاد بها الفريق على حد وصفهم، لكن المدّرب بن شيخة عرف كيف يمتص غضبهم و أكدّ لهم أنّ الفريق سيعوّض هذا الإخفاق في مقابلات البطولة.