تتوجه الأنظار عشية اليوم إلى ملعب المنزه بالعاصمة التونسية، الذي سيكون مسرحا للمواجهة المنتظرة بين مولودية الجزائر والترّجي الرياضي التونسي، في إطار الجولة ما قبل الأخيرة من دور المجموعات لمنافسة رابطة الأبطال الأفريقية، وهي المقابلة التي تعتبر بمثابة الحظ الأخير للمثل الكرة الجزائرية الذي يتوّجب عليه الفوز إذا أراد الحفاظ على حظوظه في التأهل وبلوغ المربّع الذهبي، وهي المهمة التي لن تكون سهلة في ظل قوة المنافس الترّجي التونسي الذي يوجد في الطريق الصحيح لضمان تأهله إلى الدور النصف النهائي،خصوصا إذا تمّكن من تحقيق الانتصار في مقابلة اليوم التي سيتمتع فيها بأفضلية الأرض والجمهور، ولوأنّ آخر الأخبار من العاصمة التونسية تشير إلى تقليص عدد التذاكر المخصصة للجماهير بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها الشقيقة تونس في الأيام الأخيرة. المولودية وبن شيخة "خارجين " في الترّجي وكما هو معلوم عند العام والخاص في تونس فإنّ المدرب عبد الحق بن شيخة الذي عمل مدربا للنادي الإفريقي لم يسبق له وأن خسر في الداربي رقم 1 في تونس أمام الغريم التقليدي الترجي، حيث واجههم في أربع مناسبات وفي المنزه ورادس أيضا، حيث كان يتفوق تكتيكيا في كل مرة على البنزرتي وحتى على الكنزاري، بعدما أطاح بالترجي في ثلاث مناسبات وتعادل معه مرة واحدة فقط، كما أنه لم يسبق للترجي الرياضي التونسي أن حقق الفوز أمام المولودية من أصل ثلاث مباريات دارت بين الفريقين إلى حد الآن، إثنتين في إطار منافسة كأس المغرب العربي والثالثة كانت في شهر جويلية الماضي فقط لحساب الجولة الأولى لدوري المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا . بن شيخة يبحث عن أول فوز له مع المولودية من دون شك فإن المسؤول الأول عن العارضة الفنية للمولودية المدرب عبد الحق بن شيخة سيسعى عشية اليوم لتحقيق أول فوز مع الفريق بمناسبة مواجهة الترّجي، بعد عجز عن ذلك في المقابلة الأولى له مع المولودية أمام الشبيبة في إطار البطولة، وفي حال تمكن بن شيخة في قيادة المولودية لتحقيق الفوز في تونس سيكون ذلك بمثابة الإنجاز، كونه لم يمر على تعيينه مدربا للفريق أقل من أسبوعين، وسيبرهن من جديد أنه "الشبح الأسود" للترّجي، في حين سيساهم الانتصار من دون شك في إنعاش حظوظ المولودية في التأهل من جديد إلى الدور القادم والسير على خطى الشبيبة في الموسم الماضي، وهوالأمر الذي يتمنّاه كافة الشعب الجزائري وليس عشاق المولودية فقط . عمرون وبرملة لتعويض أسالي وبراجة من جهة أخرى، ومن خلال الحصة التدريبية التي أجراها الفريق أمس، اتضح جليا أنّ الجنرال سيعتمد على اللاعب عمرون كمهاجم صريح بمساعدة اللاعب العلمي دوادي الذي من المنتظر أن يشغل منصب مهاجم ثاني، في حين سيقحم بن شيخة اللاعب برملة كصانع ألعاب إلى جانب عطفان ،خاصة وأنّ الأول قدّم أداءا طيبا في مواجهة الشبيبة الأخيرة، هذا وقد وقع اختيار المدرب بن شيخة على الثنائي المذكور في ظل غياب كل من المهاجم البوركينابي القوي أسالي بسبب العقوبة، إضافة إلى استحالة مشاركة براجة الذي يعاني من إصابة، وهي الغيابات التي تبدومؤثرة نظرا لوزن الثنائي في التشكيلة، في حين من المرتقب أن يحافظ "الجنرال" على نفس اللاعبين اللذين خاضوا مقابلة الأهلي ما عدا الثنائي المذكور.
بن شيخة: "سنحقق نتيجة إيجابية ونشرّف الكرة الجزائرية" أوضح المدّرب بن شيخة في دردشة قصيرة جمعته ب"الأمة العربية" أمس في العاصمة التونسية أنّ فريقه على أتم الاستعداد للمواجهة التي تنتظره اليوم أمام ممثل الكرة التونسية الترّجي في إطار كأس رابطة الأبطال الأفريقية، وقال بن شيخة بأن أشباله واعون بحجم المسؤولية الملقاة عاتقهم والمتمثلة في تشريف الكرة الجزائرية أولا وقبل كل شيء على حد تعبيره مصرّحا في هذه النقطة بالذات:" سنبذل قصارى جهدنا للعودة بنتيجة إيجابية في مقابلة الغد(الحديث أجري أمس) رغم خروجنا من السبّاق نحوبلوغ المرّع الذهبي بنسبة كبيرة، خصوصا وأنّ المولودية تعتبر السفير الوحيد للكرة الجزائرية في هذه المنافسة وسنسعى لتشريف الألوان الوطنية". "طلبت من اللاعبين نسيان مقابلة الشبيبة" وواصل "الجنرال" حديثه معنا، حيث أكدّ أنه طلب من لاعبيه وضع مقابلة الشبيبة في طي النسيان والتركيز على مقابلة اليوم أمام الترّجي، بعدما شعر بتأثر الكبير للاعبيه اللذين لم يهضموا بسهولة خسارتهم أمام "الكناري" بتلك الطريقة التي يمكن وصفها بالساذجة عندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة،خصوصا وأنّ الجميع كان يعوّل على العودة بنتيجة إيجابية من تيزي وزولتحقيق بداية مثالية والدخول بقوة في البطولة، وفي هذا الصدد تحدّث بن شيخة قائلا:" طلبت من اللاعبين نسان مقابلة الشبيبة والتركيز على مقابلة الأهلي التي ستكون أصعب من دون شك،خاصة وأنّ الأمر يتعلّق بمنافستين مختلفتين". "لم أخسر أي مقابلة أمام الترّجي، لكن الفريق أقوّى من المولودية على الورق" وبخصوص حظوظ فريقه في مواجهة اليوم أمام الترّجي صرّح بن شيخة قائلا: "أنا سعيد جدا بالعودة إلى تونس لملاقاة الترجي التونسي الذي تربطني علاقات قوية مع مسيريه، مدربه وحتى بعض جماهيره، صحيح أنني كنت شبح الترجي مع الإفريقي، لكن لا يمكن مقارنة مباراة هذا السبت بداربيات الإفريقي -الترجي، لأن الترجي تغير كثيرا وموازين القوى ليست متكافئة، وضعيتنا الحالية تجعلنا ندخل المباراة من موقع ضعف، لكننا لن نستسلم وسنلعب المباراة بكل قوة".