أحدثت الإشاعات التي ملأت معاقل فريق وفاق سطيف والخاصة بالعودة المحتملة للمدرب نور الدين زكري إلى العارضة الفنية للنسور انقساما لدى الأنصار، حيث يرى المؤيدون بأن الإستنجاد بالمدرب المحلي مهما كان أفضل من جلب تقني أجنبي يأتي خصيصا لجمع الأموال والمغادرة بعد ذلك دون التفكير في مستقبل النادي كما يحدث حاليا مع المدرب كاستيلان، وأكدوا أيضا بأن زكري حقق نتائج جيدة مع الوفاق لولا المشاكل التي اختلقها الرئيس سرار كما أنه استطاع قيادة المولودية إلى دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال رغم مكوثه القصير في منصب المدرب، بينما يرى المعارضون بأن مجيء زكري يعني بداية المشاكل سواء مع الإدارة أو الأنصار، خاصة وأن الطريقة التي غادر بها الفريق تركت في نفسيته أسفا وحقدا كبيرا على سرار على وجه الخصوص، وبالتالي فمن الصعب عليه العمل في ظروف تبدو أسوأ من تلك التي عمل فيها من قبل، ويؤكد البعض منهم بأن زكري مر بتجربة فاشلة في المولودية لكونه لم يضمن البقاء سوى في الجولة الأخيرة من البطولة، وهوما يثبت بأن نجوم الوفاق هي من صنعت له اسما ولن يكون نفس الحال مع شباب لا يعرفون حتى التمركز على المستطيل الأخضر، كما قالها المدرب الفرنسي المغادر مؤخرا كاستيلان، وبالتالي فلا يمكنه الصمود كثيرا ليس لنقص كفاءته التدريبية ولكن لصعوبة تعايشه مع محيط الوفاق. الأنصار يتهمون الإدارة بزعزعة استقرار العارضة الفنية وعلى صعيد آخر يعتقد أنصار الوفاق بأن المشكل لا يكمن في المدرب وإنما في الإدارة، حيث أن هذه الأخيرة لا تستمر أبدا مع مدرب واحد طيلة الموسم والتاريخ يشهد على ذلك، فقد بدأ المدرب الفلسطيني ثم اسنحب وخلفه بلحوت وسرعان ما غادر مع بداية الموسم ثم جاء دور الفرنسي سيموندي وبعده زكري وتم بعدها الإستنجاد بالإيطالي سوليناس لكنه لم يمكث طويلا وخلفه إيطالي آخر ثم تم جلب المدرب كاتلون، كما مر كل من سعدان، بسكري، سعدي ومشيش وهذا دون احتساب المساعدين الذين تولوا قيادة العارضة الفنية مؤقتا على غرار خالفة، روابح وزرقان، وبلغة الأرقام فقد استهلكت إدارة سرار حوالي 15 مدرب في ستة مواسم فقط وهوما يبين بأن الإستقرار غائب تماما في الفريق. فرحلة البحث عن مدرب جديد قد تستغرق عدة أسابيع وبالتالي فستكون هناك عقلية جديدة ومرحلة للتعرف على اللاعبين مما سيخلط الحسابات على الجميع وقد تضيع معها عدة نقاط. ماضوي يلح على جلب زكري هذا وقد دخلت إدارة الوفاق في اتصالات مع نور الدين زكري لتعيينه في منصب المدير الفني خلفا للفرنسي جاك كاستيلان الذي غادر السبت الماضي عائدا إلى بلاده احتجاجا على عدم تلقيه مستحقاته المالية، وكشفت مصادر مطلعة لوكالة الأنباء الألمانية أن زكري سيلتقي مسؤولي نادي وفاق سطيف بالعاصمة لإنهاء المفاوضات، وأشارت المصادر إلى أن خير الدين ماضوي، المدرب المؤقت للوفاق، الذي عمل مدربا مساعدا لزكري أثناء تدريبه مولودية الجزائر، قام بالتوسط بين الطرفين. وجدير بالذكر أن زكري كان قد أقيل من تدريب وفاق سطيف العام الماضي بسبب خلافات مع الرئيس سرار عقب تصريحات للمدرب التي وصفت بالجارحة. ومن جهة أخرى، قام المسير معيش بتسليم مفاتيح مقر النادي والتخلي عن منصبه وذلك لكون مسؤولي وإداريي النادي أصبحوا لا يرتادون على المقر لعقد الاجتماعات وتسيير أمور الفريق وأصبحت وجهتهم في كل مرة مركز التكوين أوفندق زيدان مما خلق نوعا من التذمر لديه.