دعا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الولاياتالمتحدة إلى الحوار مع اسلام آباد بدلا من المواجهة وتوجيه الاتهامات إليها، مؤكدا أن المسلحين هم أكثر من استفاد من التصريحات الهجومية الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين ضد باكستان، وأنها تصب في صالح الإرهابيين بشكل مباشر. ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لزرداري كتب فيه إن "الديمقراطية تفضل دائما الحوار على المواجهة، وهذا الأمر ينطبق على باكستان أيضا حيث استفاد الإرهابيون، الذين يهددون بلدنا والولاياتالمتحدة من الهجمات اللفظية للبعض في واشنطن على باكستان". وأكد إن الاستراتيجية التي انتهجتها الولاياتالمتحدة تدمر العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن وتقوض الأهداف المشتركة لقمع الإرهاب والتطرف. ووصف الاتهامات الأخيرة ضد باكستان بأنها خطوة إلى الوراء في المجهود الحربي والمصالح الاستراتيجية المشتركة. ونوه الرئيس الباكستاني بأن بلاده قدمت التضحيات أكثر من أي طرف آخر في الحرب على الإرهاب، مؤكدا التزام بلاده بمواصلة الحرب ضد الإرهابيين رغم الظروف الصعبة التي تواجهها. وأعرب عن خيبة امله من الموقف الأمريكي قائلا في مقالته: "لم نكن نتوقع رد أمريكا الحليف الأقوى لنا، بهذه الاتهامات في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون الباكستانيون من كارثة الفيضانات، ما صدم جميع أطياف الأمة التي تعاني من خطر الإرهاب على مدى عقود".وقال زرداري إنه "بعد هجمات 11 سبتمبر دعمت الولاياتالمتحدة، وهي أكبر ديمقراطية في العالم، ديكتاتورا في باكستان (برويز مشرف)، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن قتل 30 ألف مدني باكستاني و5000 عسكري ورجل أمن بسبب العقلية العسكرية التي تتهم أمريكا اليوم باكستان بدعمها".وأضاف ان بلاده عانت من 300 تفجير انتحاري من قبل قوات يقال إنها تجد الملاذ ضمن الحدود . وأشار إلى انفاق حوالي 100 مليار دولار على المجهود الحربي، موضحا أن باكستان خسرت مئات مليارات الدولارات بسبب وقف الاستثمارات الأجنبية. وتابع ان بلاده تخطط حاليا للتحضير لمرحلة ما بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من أفغانستان، وأعرب عن اعتقاده بأن بلاده ستواجه عاصفة من النار، إذا لم يتم وضع خططا بديلة للقضاء على ما وصفها - بالمجموعات الإرهابية-.