أقر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بأن حكومته وقوات حلف الأطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة أخفقا في توفير الأمن للأفغان. فيما أعلنت روسيا أنها لن توافق أبدا على الوجود الأمريكي في أفغانستان بعد انتهاء تفويض مجلس الأمن الدولي. وقال كرزاي في مقابلة مع بي بي سي في الذكرى العاشرة لبدء الحرب في أفغانستان الدولة المضطربة، بأن الحكومة أخفقت بشكل كبير في توفير الأمن للشعب الأفغاني، واصفا الأمر – بالعيب الأكبر من عيوب الحكومة الأفغانية - وأضاف، أن ما يجب فعله هو توفير بيئة أمنية أفضل للأفغانيين وأن المجتمع الدولي والحكومة الأفغانية فشلوا في القيام بذلك، على حد قوله . وقال كرزاي الذي تولى الرئاسة عقب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة لبلاده في اواخر 2001 أن تمرد طالبان لا يمكن هزيمته إلا إذا تم القضاء على مخابئ الحركة المتمردة في باكستان. وأضاف أن مشكلة المخابئ في باكستان لن تزول إلا إذا تعاونت حكومة باكستان مع أفغانستان، وتعاون المجتمع الدولي بطريقة مفيدة وفعالة من اجل ازالتها، على حد تعبيره . من جهة أخرى ، أعلن دميتري روغوزين المندوب الروسي الدائم لدى حلف الناتو أن روسيا لن توافق أبدا على الوجود الأمريكي في أفغانستان بعد انتهاء تفويض مجلس الأمن الدولي. وقال، إن موسكو ترى أن أفغانستان يجب أن تكون "دولة مستقلة ومحايدة عسكريا". وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن الولاياتالمتحدة تسعى للتواجد عسكريا في ليبيا وأفغانستان من خلال عرض تدريب القوات المسلحة هناك طبقا لمعايير الناتو. وأضاف أن أفغانستان يجب أن تكون حرة من التدخل الأجنبي في شؤونه الداخلية ومهام قوات التحالف يجب أن تقتصر على تلك المهام التي حددها مجلس الأمن الدولي في عام 2001. وأكد المندوب الروسي الدائم لدى الناتو أن واشنطن لم تفكر أبدا في الخروج من أفغانستان بشكل نهائي لأن ذلك لم يكن هدف دخول الأمريكيين لهذا البلد. وبالتالي فإن التواجد العسكري الغربي في أفغانستان سيستمر بذريعة تقديم المساعدة لقواتها المسلحة والأمنية. وقال دميتري روغوزين إن ذلك شكلا مريحا يسمح بتقليص التواجد العسكري مع الحفاظ على قواعد عسكرية، مؤكدا أن ذلك يعارض رؤية روسيا لمستقبل أفغانستان. ويرى الدبلوماسي الروسي أن الولاياتالمتحدة تقف وراء الخطط الرامية إلى إبقاء قوات الناتو في أفغانستان بعد عام 2014، لأن واشنطن مهتمة بإضفاء الصبغة الشرعية على عملياتها العسكرية. وكانت حركة طالبان، تعهدت في بيان أصدرته أمس الأول بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للحرب الأمريكية على أفغانستان بمواصلة القتال إلى أن تغادر كل القوات الأجنبية البلاد، بعد أن رفضت في السابق عروضًا بالانخراط في مفاوضات مع الولاياتالمتحدة والحكومة الأفغانية الموالية لها. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة في بيان له، إن القتال الذي خاضته الحركة في العقد الماضي "حتى مع ندرة الأسلحة والعتاد... أجبر المحتلين الذين كانوا ينوون البقاء للأبد على إعادة التفكير في أوضاعهم"، بحسب مصادر إعلامية . من جهة أخرى، أعلن مسؤول أفغاني أمس، عن فقدان أثر المدعي العام السابق الجنرال عبد الجبار ثابت عقب تعرضه لهجوم من قبل مسلحين إثنين في العاصمة كابول. ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أمس، عن رئيس التحقيقات الجنائية بشرطة كابول محمد زاهر قوله بأن ثابت فقد أثره عقب الهجوم المسلح.