بهدف تنقية المنطق الشمالية الحدودية من بقايا الإرهابيين بمنطقة القبائل تتواصل بمنطقة ازفون الواقعة شمال شرق مدينة تيزي وزو العمليات العسكرية الواسعة النطاق التي باشرتها قوات الجيش الوطني الشعبي منذ أيام قليلة بغابات ومرتفعات المنطقة بهدف مطاردة لإرهابيين وقد مست العملية غابات اث معلام بمنطقة ازفون وضواحيها التي تمتد إلى حدود بجاية وقد جاءت العملية العسكرية الواسعة بعد العملية الجبانة التي نفذها الإرهابيين بمنطقة ازفون بتيزي وزو، والتي راح ضحيتها إثنان من رجال حراس البحرية وفور ذلك سارعت قوات الأمن المشتركة من الجيش وعناصر الدفاع الذاتي والدرك الوطني في عملية بحث بهذه المطقة المعروفة بالتضاريس الجبلية الصعبة والغطاء النباتي الكثيف، مع العلم أن المنطقة المحاذية والتابعة لإقليم ايت شافع وبجاية، تعرف عملية تمشيط واسعة وملاحقة منذ مدة، ويحتمل أن يكون الإرهابيين الذين نفذوا العملية، لجأوا من إحدى هذه المناطق بعد الضغط المفروض عليهم، ويريدون فك الحصار من خلال هذه العملية، خاصة وأنهم محاصرون في عدة نقاط، على غرار ملاحقة قوات الجيش في إقليمبجاية بجبال اكفادوا وفي الحدود مع منطقة ازفون، حيث قضت قوات الجيش في الأيام الأخيرة بهذه المنطقة على ثلاثة إرهابيين، ولا يزال الخناق مفروض عليهم، وتشدد قوات الأمن المشتركة الخناق على تحركات الإرهاب وقد أفادت مصادر أمنية موثوقة فإن عناصر الجيش الوطني عززوا وجودهم بشكل مكثف على الشريط الحدودي مع بجاية خاصة على مستوى المكان المسمى " ايغلمان" وبالضبط في المناطق المقابلة لأزفون من الجهة الشرقية وصولا إلى جبالها، باعتماد عناصر إضافية ضمن دوريات المراقبة والاستعانة برادارات متطورة، وكذا الاستعانة بوسائل حديثة تعتمد على المراقبة. وذكرت مصادر موثوقة، أن ترتيبات تسير في اتجاه تضييق الخناق على الجماعة الإرهابية هذا وقد جاءت عملية التمشيط هذه بعد استشهاد جنديين إثنين من القوات البحرية نهاية الاسبوع الماضي، في هجوم إرهابي بواسطة قنبلة على مستوى مدينة أزفون الساحلية الواقعة على بعد 70 كلم شمال شرق مدينة تيزي وزو، حيث انفجرت القنبلة التقليدية الصنع والتي كانت زرعها على حافة الطريق، أثناء مرور مركبة عسكرية كانت في طريقها نحوثكنة القوات البحرية الواقعة على بعد المئات من الأمتار فقط من ميناء الصيد بأزفون، قادمة من منطقة اث معلام وهي القنبلة التي تم تفجيرها بواسطة تقنية التحكم عن بعد، أسفرت عن سقوط جنديين إثنين بجروح خطيرة، مما استدعى نقلهما على جناح السرعة نحومستشفى الجديد، أين لفظ أنفاسهما الأخيرة بعد أقل من نصف ساعة من وصولها للمركز نتيجة الإصابة البليغة التي تعرضا لها، إلى جانب تضرر المركبة التابعة للقوات البحرية بصفة كبيرة وتأتي هذه العمليات العسكرية تجسيدا للإستراتجية الأمنية التي سطرتها الدولة الجزائرية في إطار محاربة الإرهاب بمنطقة القبائل .