لا يزال سكان قرية بوسبسي الواقعة على بعد03 كلم عن بلدية بن شكاوالواقعة جنوب ولاية المدية "تحت رحمة الشموع ينيرون بها يومياتهم السوداء تقاسمهم في معاناتهم براميل المياه المحملة على ظهور الدواب بعد أن أعلنت المياه القطيعة مع حنفياتهم في حين استنجد آخرون بالآبار التي وجودا فيها ضالتهم، خصوصا في فصل الصيف "هكذا استقبلنا السكان وباشروا الحديث عن معاناتهم، معتبرين أن قريتهم "خارج مجال التنمية". إلى جانب ذلك، لا يزال السكان يتساءلون عمن يتحمّل مسؤولية اهتراء الطريق الذي لم يمض على استلامه ودخوله حيز السير السنتين، لتبدأ التصدعات والتشققات تطارده في شهره السادس، مجهضة بذلك حلم مئات العائلات بفك شبح العزلة عن قريتهم النائية، حيث يتعلق الأمر بالطريق الرابط بين بوسبسي الزاوية وسيدي حموأين أضحى مجرد التفكير في ارتياده كابوسا حقيقيا نظرا للحفر وبرك المياه التي تربعت على قارعته، وخصوصا في فصل الشتاء الماطر. وما يزيد من استغراب السكان، هو إحجام السلطات البلدية على تزويد هذه القرى بالإنارة العمومية، مما جعل منها قرية محظورة التجوال ليلا خوفا من أن تكون ضحية حفرة او كلب متشرد وفي لقاء جمعنا مع سكان قرية بوسبسي أعرب محدثونا عن أسفهم "من الحصة الضئيلة المخصصة لهم فيما يتعلق بالسكن الريفي"، لتبقى ملفات الكثير من العائلات "رهن أدراج مصالح البلدية رغم حاجتهم الملحة لسكن يضمن لهم الحياة الكريمة". الحديث عن هذه الأخيرة يدفعنا لزاما لنعرج على الجانب الصحي، فبوسبسي لا تحوي على قاعة علاج، مما يضطر سكانها إلى التنقل قاطعين كيلومترات للعلاج ببن شكاو وتحمّل مشاق التنقل ومشاق المرض أيضا.