قال مسؤولون في الحكومة الليبية المؤقتة، أمس الجمعة، إن تحرير ليبيا سيعلن يوم السبت في بنغازي التي غالبا ما يشار اليها بصفتها مهد الثورة التي اطاحت بمعمر القذافي وليس في العاصمة طرابلس، واضاف المسؤولون ان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل سيصدر الاعلان. وقال مسؤول في المجلس "القرار اتخذ... اعلان التحرير سيصدر في بنغازي وليس طرابلس". واكد مسؤولون اخرون في المجلس القرار لرويترز. كما قال قائد في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، امس الجمعة، إن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي سيدفن وفقا للشعائر الاسلامية خلال 24 ساعة وان جثته بها طلقة واضحة في الرأس. وقال القائد عبد السلام عليوة في مصراتة، حيث يحتفظ المقاتلون بجثة القذافي في وحدة تبريد في سوق قديمة بالمدينة ان القذافي سيحصل على حقه كأي مسلم وان جثته ستغسل وتعامل وفقا لحرمة الميت. وتوقع دفن القذافي خلال 24 ساعة. وذكر انه لا يعرف حتى الان مكان الدفن في ليبيا. وكانت مصراتة معقل المقاتلين المناهضين للقذافي والذين أطاحوا به بعد صراع دام ثمانية أشهر. وهناك طلقة واضحة في جانب من رأس الجثة التي عرضت على المقاتلين وشاهد من رويترز كما كانت هناك كدمة كبيرة على جانبها واثار خدوش. وكانت هناك بقع دماء على الجثة، لكنها كانت أقل مما ظهر في لقطات فيديو بثت بعد وقت قصير من اعتقاله. ولم يظهر أي من مسؤولي المجلس في المنطقة. وبدت اشارات امس الجمعة على خلاف بين المجلس والمقاتلين في مصراتة على مكان دفن القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما. ولم يتضح اذا كان المقاتلون على الارض شعروا أنه يجب أن يكون لهم دور في قرار دفن القذافي لانهم هم من أطاحوا به وقتلوه. وقال مسؤول في المجلس الوطني الانتقال لم يذكر اسمه انهم مختلفون حول مكان الدفن، وأضاف أن يجب دفن القذافي بسرعة وفقا للشريعة الاسلامية، لكن المسؤولين لم يتوصلوا الى اتفاق بعد حول دفنه في مصراتة أو سرت أو مكان اخر. واعتقل القذافي حيا في مسقط رأسه بمدينة سرت يوم الخميس، لكن أعلن مقتله في وقت لاحق وهو بحوزه المقاتلين في ملابسات لم يكشف عنها بالكامل بعد. وقال علي الترهوني وهو مسؤول في المجلس ويتولى منصب وزير النفط في الحكومة الانتقالية، إنه لم يتخذ قرار بعد بهذا الشأن. وأضاف لرويترز أنه أصدر تعليمات بالابقاء على جثة القذافي في ثلاجة الموتى لايام قليلة حتى يعلم الجميع أنه قتل. وردا على ترتيبات الدفن ومكانه، قال انه لم يصدر قرار بهذا الشأن بعد. حذر من "صوملة" ليبيا، محلل روسي : مقتل القذافي وإسقاط نظامه هو بداية لحرب كبيرة في المنطقة توقع المحلل السياسي الروسي نيكولاي ستاريكوف في لقاء مع قناة "روسيا اليوم"، امس، ان مقتل العقيد معمر القذافي واسقاط نظامه بليبيا وبناء نظام جديد ان يكون بمثابة الحجر الأول في هيكلية يبنيها حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة في المنطقة من أجل اشعال حرب كبيرة. وتوقع المحلل ان يصل الوضع في ليبيا الى الفوضى وانهيار الدولة أو حرب أهلية تستمر لسنوات طويلة على الأقل، محذرا من "صوملة" ليبيا.وقال ستاريكوف ان تنظيم "القاعدة" وحلف "الناتو" وحدا جهودهما من اجل إسقاط النظام بليبيا ومقتل معمر القذافي، واعتبر انهما يشكلان في الحقيقة قوة واحدة. كما توقع المحلل ان يؤدي تدهور الوضع بليبيا الى زعزة الاستقرار بمصر، مشيرا الى ان واشنطن تسعى لإبعاد الجيش عن السلطة في مصر. وأشار ان العسكريين يحاولون تأجيل موعد الانتخابات في مصر، خشية من وصول الإسلاميين الى السلطة. وقال ستاريكوف انه إذا تمكن الاسلاميون من فرض سيطرتهم على ليبيا ومصر فسيتحول الوضع الى حرب الدول العربية ضد اسرائيل. قال إن نهاية مماثلة تنتظر صالح والأسد، القرضاوي : توقعت هذا المصير للقذافي لأنه زعم لنفسه قدراً من الألوهية دعا الداعية يوسف القرضاوي، إلى قيام "جمهورية ديمقراطية إسلامية" وحض على تحقيق شكل من أشكال الوحدة بين من وصفهم ب "المؤمنين الثوريين" في ليبيا وتونس ومصر، وأعرب عن فرحته لمقتل الزعيم المخلوع، معمر القذافي، الذي قال إنه "زعم لنفسه قدراً من الألوهية" وتوقع نهاية قريبة ومماثلة للرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، ونظيره السوري، بشار الأسد. وقال القرضاوي، في خطبة صلاة الجمعة من العاصمة القطرية، الدوحة: "هذا يوم من أيام الله، سقط فيه أحد الطغاة الذين تجبروا في الأرض وزعموا لأنفسهم قدراً من الألوهية بينهم وبين الناس، سقط القذافي وقد تنبأت بذلك منذ أول كلمة قلتها عنه، عندما قلت إنه قد زال بقتله لشعبه". وتابع بالقول: "قلت هذا منذ أشهر وتحقق الأمر لأنه لا بد أن ينتهي كل من سلط الرصاص على صدور أبناء شعبه، كما سينتهي كل الطغاة في اليمن وسوريا،" وأضاف: "ثقوا بأنهم سيذهبون، أنا أؤكد لكم ذلك بكل بما لدي من وثائق وأسانيد، سيذهب الأسد وصالح كما ذهب القذافي". واتهم القرضاوي، الذي يعتبر مرجعاً روحياً أساسياً لتنظيم "الأخوان المسلمين" إن القذافي "عاث في الأرض فساداً فقتل وشرد وجرح عشرات الآلاف من الناس، وقتل 1200 مسجون في ليلة واحدة (في سجن) أبو سليم وكأن شيئاً لم يكن"، وأضاف: "يريد (القذافي) أن يكون زعيماً وفيلسوفاً، ويريد أن يكون له كتاب هوالكتاب الأخضر، ولكن كل هذا انتهى، كان لا بد أن يقع في يد الثوار الذين صمموا على تحرير بلدهم مدينة مدينة وقرية". وتطرق القرضاوي مرحلة ما بعد القذافي قائلاً: "ننتظر قيام الجمهورية الديمقراطية الإسلامية المدنية في ليبيا، ولا تعارض بين الإسلام وكل من المدنية والديمقراطية"، كما قال إن الواجب على جميع الليبيين تسليم السلاح بعدما "انتهى عهده" بنهاية المعارك. كما وأكد على رفض الانتقام من مناصري النظام السابق، وحض الحكومة الليبية على إصدار عفوعام باعتبار أن ما جرى في البلاد خاضع لأحكام "حرب البغاة" في الفقه الإسلامي.وتمنى القرضاوي وجود اتحاد ما بين ليبيا وتونس ومصر قائلاً: "هذه الدول الثائرة المتصلة، لا بد من أن يكون بينها نوع من التوحد والتكتل، فلماذا لا يتكتل المؤمنون الثوريون بعضهم مع بعض،" وذكر وجوب أن يشارك الشعب في تلك الدول بالانتخابات المقبلة على نطاق واسع. ولم يفت القرضاوي الإشارة إلى الأوضاع في سائر الدول العربية التي تشهد احتجاجات شعبية قائلاً: "نسأل الله أن يجعل اليوم القريب لليمن وسوريا بزوال الطغاة"، كما طالب عناصر الجيش السوري بالانشقاق عنه والالتحاق بقوات "الجيش السوري الحر"، وأضاف:" لا يجوز لجندي في الجيش أن يقتل أهله، أيها الإخوة السوريون في الجيش.. اتركوه وانتقلوا لإخوانكم الأحرار بالآلاف والمئات.. وستتمكنون في هذه الحالة من الانتصار على الظلمة"، وتابع بالقول: "آن للمتجبرين في الأرض من حول ليبيا أن ترتعد فرائصهم، سنرى مصائر هؤلاء وسنراهم وهم يسقطون كما سقط القذافي و(الرئيس المصري السابق، حسني) مبارك و(الرئيس التونسي السابق، زين العابدين) بن علي، كلهم انتهوا ولابد أن ينتهي هؤلاء، يسقط الطاغية ويرتفع الشعب، ينتهي الطاغية ويبدأ الشعب".