أجلت خطط دفن جثمان العقيد معمر القذافي وسط حالة من التردد بشأن المكان الذي سيدفن فيه في الوقت الذي طلبت مفوضية حقوق الإنسان في الأممالمتحدة بفتح تحقيق في ملابسات مقتله. وعلى الرغم من أن تقارير سابقة تحدثت عن أن عملية الدفن ستحدث خلال الساعات المقبلة إلا أن وزير النفط في المجلس الانتقالي علي ترهوني صرح بأن: جثة القذافي قد تحفظ لعدة أيام. وقال مسؤولون: إن جثة القذافي محفوظة في مستودع في سوق قديمة في مدينة مصراته وانها تحمل فجوة في الرأس. وأضافوا: أن دفن الجثة سيتم وفقا للشريعة الإسلامية ولكن لم يعرف بعد ما إذا كانت مراسم الدفن ستتم في مصراته أو مدينة سرت مسقط رأس القذافي. وذكرت تقارير أن جثة نجل القذافي المعتصم محفوظة في المكان ذاته. وأن السلطات الليبية تخطط لدفن جثمان العقيد معمر القذافي سرا وفي مكان غير معلوم. وتأتي التطورات في الوقت الذي زادت فيه التساؤلات بشأن كيفية وفاة القذافي بعد أن نفى مسؤولو المجلس الانتقالي أنه تم إعدام القذافي. وكان رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي محمود جبريل قال: إن القذافي قتل برصاصة في الرأس خلال تبادل لإطلاق النار بين القوات الموالية له وقوات المجلس الانتقالي. وأكد أن القذافي اعتقل حيا لكنه قتل نتيجة للجروح التي أصيب بها قبل دقائق من وصوله إلى المستشفى. وأضاف جبريل خلال مؤتمر صحفي في طرابلس: عندما تم العثور عليه كان بخير ويحمل سلاحا. وأوضح أن القذافي اقتيد إلى سيارة دفع رباعي، مضيفا: عندما اقلعت السيارة قضى خلال تبادل لاطلاق النار بين مقاتلين موالين له وبين الثوار. وقتل برصاصة في الرأس. وأن طبيب التشريح لم يتمكن من تحديد هل جاءت الرصاصة من مقاتلي الانتقالي أم من قوات القذافي.. ؟ وأظهرت صور فيديو القذافي وهو يقاد عبر الطرقات بصحبة مقاتلين تابعين للمجلس الانتقالي. في غضون ذلك أفادت تقارير من سرت أن سيف الاسلام نجل القذافي حاول الهروب مع مرافقيه المسلحين، إلا أن مقاتلي المجلس الانتقالي حاصروه وحالوا دون هروبه. وأكد وزير العدل في المجلس الوطني الانتقالي نبأ اعتقال سيف الإسلام وقال: انه يتواجد حالياً في أحد المستشفيات لتلقي العلاج. وحول مصير نجل آخر للقذافي، هو المعتصم، أكد مسؤولون في المجلس مقتله وقد عرضت محطة تلفزيونية تابعة للمجلس الوطني صوراً لجثة قالت انها جثته. وكان مصدر قيادي بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي أكد قبلها أنه سيتم دفن الزعيم المخلوع معمر القذافي خلال 24 ساعة. فقد أعلن عبد السلام عيلوة -أحد قادة قوات الانتقالي في مصراتة- أمس الجمعة أن الإجراءات قد اتخذت لدفن القذافي خلال 24 ساعة، وأن الأخير سيحصل على حقه كأي مسلم من حيث غسل الجثة ومعاملتها طبقا للشريعة الإسلامية، لكنه لم يحدد مكان الدفن الذي قالت مصادر رسمية بالمجلس إنه سيبقى سريا دون ذكر الأسباب. ونقلت رويترز عن قائد ميداني آخر تابع للمجلس يدعى عبد المجيد مليقطة قوله: إن مفاوضات تجري حاليا مع قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد القذافي، وإن المجلس على استعداد لتسليمهم الجثة إذا ما أرادت القبيلة ذلك، وإلا فإن المجلس سيقوم بعمليات الدفن بنفسه. ويأتي هذا الإعلان عن دفن القذافي في وقت أشار فيه القائد الميداني عبد المجيد مليقطة الى أن سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم المقتول يحاول الفرار جنوبا باتجاه النيجر التي سبقه إليها عدد من رموز النظام السابق، وعلى رأسهم الساعدي نجل القذافي الآخر. ونقلت رويترز عن مليقطة قوله: إن سيف الإسلام يتحرك في موكب من ثلاث سيارات مصفحة في محاولة للفرار من قوات الانتقالي التي اجتاحت مدينة سرت يوم الخميس، مؤكدا أن مقاتلي المجلس في المنطقة المذكورة في حالة تأهب كامل، ويبحثون عن نجل القذافي الهارب. وبالمقابل يستعد المجلس الانتقالي لإعلان تحرير كامل الأراضي الليبية اليوم السبت في أعقاب تحرير سرت ومقتل القذافي تمهيدا لإعلان حكومة انتقالية، تشرف على إعداد جدول زمني لإجراء انتخابات رسمية، في الوقت الذي أشارت مصادر دولية إلى أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيعلن انتهاء عملياته العسكرية بليبيا. وضمن هدا السيلق قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس: ان وفاة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي تعني ان التدخل العسكري لحلف شمال الاطلسي في ليبيا اشرف على نهايته. وقال ساركوزي للصحفيين: من الواضح ان العملية اشرفت على نهايتها. كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أمس الجمعة في مقابلة تلفزيونية معه في الهند، انتهاء العملية العسكرية في ليبيا بعد مقتل القذافي وبسط الانتقالي سيطرته على كافة الأراضي الليبية. وقال جوبيه في مقابلة مع قناة أوروبا/1: إن العملية العسكرية انتهت في ليبيا، وإن كامل الأراضي الليبية هي تحت سيطرة المجلس الانتقالي. مما يعني أن عمليات حلف الناتو في ليبيا -مع بعض الشروط المتصلة بالإجراءات الانتقالية- وصلت إلى نهايتها. وأضاف: أن المرحلة المقبلة ستركز على إعادة الإعمار وبناء دولة القانون، مع إعداد خريطة سياسية تقوم على مبدأ الدستور والانتخابات الديمقراطية. وتأتي تصريحات جوبيه قبيل اجتماع حلف الناتو في بروكسل في وقت لاحق أمس الجمعة لإعلان انتهاء العمليات العسكرية في ليبيا.