لا تزال قوات الجيش الوطني الشعبي تواصل عملياتها العسكرية الواسعة النطاق التي باشرتها منذ حوالي خمسة أيام على مستوى مرتفعات "بركموش"، الواقعة على مستوى الشريط الحدودي الفاصل بين منطقتي "بني يني" و"ثاخوخث"، منذ خمسة أيام كاملة باستعمال مروحيات هوائية من نوع "الهيليكوبتر"، وقد دخلت منذ ليلة أول أمس قوات الجيش في عملية عسكرية واسعة تتمثل في مطاردة الجماعة الإرهابية. وحسب ما أوردته مصادر أمنية مطلعة، فإنه تم الاستعانة، نهاية الأسبوع، بفرق من المظليين والمشاة، إلى جانب عناصر من الشرطة القضائية والحرس البلدي لتطويق المنافذ المؤدية إلى مرتفعات جرجرة وكافة المناطق الجبلية الحدودية لذراع الميزان وبقاس بتيزي وزو، على امتداد أدغال سيدي علي بوناب الممتد جزء منها إلى بومرداس، خوفا من فرار هذه العناصر الإرهابية التي تم تحديد أماكن تواجد العديد منها من خلال اختبائها داخل معاقل يعود البعض منها إلى الفترة الاستعمارية. ولإرغام ذات العناصر على الخروج، ينتظر الشروع في مرحلة القصف الجوي وقنبلة هذه المواقع باستعمال مروحيات حربية ومدفعيات ثقيلة، متبوعة باقتحام واسع لمعاقل الارهاب من طرف أفراد الجيش والقوات المشتركة خلال اليومين المقبلين كأقصى تقدير، إلى جانب تمكن ذات العناصر في مرحلة من الدرجة الثانية من اكتشاف آثار تدل على وجود جماعات ارهابية اتخذت المواقع الحساسة كمأوى لها كما، تبين كذلك وحسب مصادر مؤكدة أن هذه المواقع تستعمل في حجز الأشخاص الذين يتم اختطافهم وقد ساعدها في ذلك كثافة الغطاء النباتي الذي تتميز به هذه المناطق، وبعدها عن المناطق السكنية. فضلا عن ذلك، فهي تعتبر نقطة عبور هامة بالنسبة لجماعة دروكدال نظرا لوقوعها على مستوى الشريط الحدودي الرابط بين تيزي وزو والولايات المجاورة لها. وتأتي هذه العمليات العسكرية الواسعة تجسيدا للاستراتيجية الأمنية التي سطرتها الدولة الجزائرية من أجل محاربة الارهاب بمنطقة القبائل، والقضاء على بقاياهم المبعثرين هنا وهناك.