أعلن زعيم حزب النهضة الاسلامي الفائز في الانتخابات الاخيرة في تونس عن بداية تبلور "نواة تحالف ثلاثي"، يجمع حزبه بحزبي المؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي، لتشكيل الحكومة الجديدة.وذكرت مصادر اعلامية، نقلا عن الغنوشي اثناء زيارة للدوحة إن، نواة تشكلت لتحالف حكومي مقبل يتمثل في حركة النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية بالاضافة إلى حزب التكتل الديمقراطي وهو قابل للتوسع، مؤكدا ان المفاوضات لا تزال في بداياتها. وحول ما راج عن اعتراض حليفيه على استمرار أي وجه من الحكومة الحالية، قال الغنوشي، أنه من الطبيعي أن يدخل كل طرف إلى المفاوضات باجندة، و أضاف أن المفاوضات ما تزال في بداياتها . وكان منصف المرزوقي زعيم المؤتمر من أجل الجمهورية (يسار قومي) شدد في مقابلة صحفية، على وجوب ان يترك رئيس الوزراء المؤقت الباجي قائد السبسي و"الوجوه القديمة في الحكومة" المجال لغيرهم لخدمة تونس في المرحلة الانتقالية الجديدة. وجاءت تصريحاته بعد الاشارة الى احتمال ترشيح قائد السبسي (84 عاما) لتولي رئاسة الدولة في المرحلة الانتقالية الثانية منذ الثورة. وقال المرزوقي أيضا، إن الحوار الدائر مع حزب النهضة الاسلامي وحزب التكتل الديمقراطي (يسار وسط) يهدف الى الاتفاق "بشأن خارطة الطريق الخاصة بالمرحلة القادمة وهي تتعلق بتنظيم السلطات العمومية وتحديد صلاحيات رئيس الدولة ورئيس الحكومة ومدة عمل المجلس" التأسيسي. وبحسب مصادر اعلامية، يتردد اسما منصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر مع اسماء اخرى لتولي منصبي رئيس المجلس التاسيسي ورئيس الجمهورية الموقت. وشدد الغنوشي، على ان المجال الذي يستوجب البدء بالاصلاح الفوري في تونس هو مجال القضاء، موضحا انه ينبغي ان يخضع القضاء الى حوار وطني واسع يحدد مكامن اصلاحه، مضيفا أن حركته ترى ان المحسوبين على النظام السابق ينبغي ان يعاملوا كافراد بعيدا عن الانتقام الجماعي. واضاف في هذا الصدد، أن حزبه سيعمل على قاعدة المسؤولية الفردية وأكد أنه من ثبت انه ارتكب جريمة كنهب الثروات او غيرها فامره موكول الى القضاء اما البقية فهم مواطنون عاديون، على حد قوله. وإلى جانب القضاء، شدد الغنوشي على ان التعليم والثقافة والاعلام والتشغيل، معتبرا اياها ملفات كبيرة تحتاج الى حوارات وطنية واسعة بغرض اصلاحها. وعن السياسة الخارجية التي تعتزم حركة النهضة اتباعها، وما اذا كانت ستعطي الاولوية للتيارات الاسلامية الصاعدة في الدول المجاورة، قال الغنوشي "سنتحدث مع دول وليس مع تيارات سياسية"، واضاف أنه للاحزاب علاقاتها وللدول علاقاتها والانتخابات نقلتنا للتفكير بمنطق الدولة ولم نعد نفكر بمنطق الحزب". ونوه إلى انه سيعمل على ان تكون تونس قريبة من النموذج التركي مع خصوصيات تونسية.