هاجم منشقون عن الجيش السوري مقرا للمخابرات الجوية في حرستا على أطراف العاصمة السورية أمس، في أول عملية من نوعها منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام، وسط استمرار المظاهرات في عدة مناطق ووصولها إلى محيط منزل الرئيس بدمشق. الأمر الذي ينذر بحرب أهلية في البلاد. وذكرت مصادر إعلامية، نقلا عن مصادر متطابقة أن أعضاء في الجيش السوري الحر أطلقوا قذائف "آر بي جي" المضادة للدروع ونيران الرشاشات على مجمع كبير للمخابرات الجوية على طريق دمشق حلب البري السريع أمس . ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ناشطين أن الهجوم الذي تبعته معركة بالأسلحة النارية أسفر عن مقتل ستة جنود وإصابة عشرين. فيما حلقت مروحيات عسكرية فوق حرستا الواقعة بريف دمشق. ورجح الناشط السوري، عبد الله الحسن أن يكون ذلك ناجما عن انشقاق في صفوف الحواجز المنتشرة حول فرع المخابرات الجوية. وأضاف أن سيارات إسعاف هرعت إلى المنطقة بينما قال ناشطون سوريون أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات نظرا لصعوبة الوصول إلى المنطقة التي شهدت عمليات القتال. وتتولى استخبارات القوات الجوية مع الاستخبارات العسكرية مهمة منع الانشقاق داخل الجيش، حيث كانت المجموعتان عاملا مساعدا في الحملة على الانتفاضة على الأسد التي تقول الأممالمتحدة إنه قتل فيها أكثر من 3500 شخص. ونقلت مصادر اعلامية عن مسؤول عربي، إن هجمات المنشقين على القوات الموالية للأسد زادت زيادة حادة في الأيام العشرة الماضية، لكن الجيش لا يزال مترابطا إلى حد كبير. يشار إلى أن السلطات السورية تلقي باللائمة في الهجمات على "جماعات إرهابية مسلحة"، مؤكدة أنها قتلت حتى الآن 1100 من الشرطة والجيش. في هذه الأثناء قال الناشط علي الحسن، بحسب مصادر إعلامية إن منطقة نادي الشرق في حي أبورمانة شهدت ليلة الثلاثاء الأربعاء، مظاهرة تدعولإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وهي أول إشارة إلى خروج مظاهرة في المنطقة التي يقع فيها منزل الرئيس. وقال الناشط إن مظاهرات مناهضة للنظام خرجت في حي الميدان والقابون ضاحية كفر سوسة وفي حي المزة على مقربة من مقر السفارة الإيرانية، مشيرا إلى اعتقال عشرين شابا في حي القدم. وأشار إلى اعتقال طبيب في مستشفى المجتهد بدمشق في 14 من الشهر الجاري واعتقال أربعة طلاب طب من داخل حرم جامعة دمشق بتهمة تقديم العلاج الطبي للمتظاهرين. وأشار الناشط إلى وقوع اشتباكات داخلية في حي القابون بين منشقين عن الجيش وقوات الأمن. وكانت السلطات السورية، أطلقت أمس الأول 1180 موقوف اعتقلوا على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد. حيث ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية، أنه تم إخلاء سبيل 1180 موقوف وصفوا بأنهم "تورطوا في الأحداث في سوريا ولم تتلطخ أيديهم بالدماء". وقال مصدر حقوقي سوري إن عدد الذين اعتقلوا على خلفية الأحداث يبلغ الآلاف، قامت السلطات بالإفراج عن أعداد كثيرة منهم. وكانت محافظات حماة ودمشق وإدلب قد شهدت أمس الأول يوما داميا، حيث سقط 16 قتيلا من بينهم طفلان برصاص الأمن السوري وستة في مدينة إدلب، وخمسة في حمص، وثلاثة في حماة، وقتيلان في درعا.