شن مرشحون جمهوريون لاختيار مرشح لرئاسيات أمريكا 2012 هجوما لاذعا على الأممالمتحدة يتهم المنظمة الدولية بالعجز والتقصير وعدم الجدوى.وعلى الرغم من أن الوضع الداخلي والمعيشي عادة ما يهيمن على القضايا المطروحة في المناظرات الداخلية للحزبين الديمقراطي والجمهوري في إطار اختيار مرشحيهما للانتخابات الرئاسية، فإن السياسة الخارجية سيكون لها نصيب كبير مع استعداد المرشحين في الحزب الجمهوري لخوض مناظرة على هذا الصعيد يوم الثلاثاء المقبل. واستباقا لهذا الموعد، حمل عدد من مرشحي الحزب على الأممالمتحدة باعتبارها منظمة فاشلة حتى إن أحدهم تعهد في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية بسحب الولاياتالمتحدة من عضوية المنظمة.
وبحسب مصادر إعلامية، فقد جاءت أول الانتقادات، على لسان متصدر السباق الجمهوري للانتخابات الداخلية التمهيدية ميت رومني الذي قال -في خطاب ألقاه في غرفة تجارة مانشستر بولاية نيو همبشاير- إن الأممالمتحدة باتت "منتدى للطغاة في الوقت الذي يفترض بها أن ترسخ مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان".
أما المرشح الثاني نيوت غينغريتش فقد تعهد -بخطاب له في جامعة هارفارد في ماسوشستس- بأن يعمل جاهدا على وقف ما أسماه "عبثية الأممالمتحدة، فيما قال منافسه هيرمان كين إنه وفي حال فوزه بالانتخابات سيعمل على تغيير بعض قوانين وقواعد العمل بالمنظمة الدولية، معربا في الوقت نفسه عن إعجابه بسياسة السفير الأميركي السابق لدى الأممالمتحدة جون بولتون الذي عرف بمواقفه العدائية ضد الأممالمتحدة.
بيد أن أقسى الانتقادات وأشدها حدة جاءت على لسان المرشح الرابع ريك بيري حاكم تكساس -الذي تراجع رصيده في استطلاعات الرأي الأخيرة- حيث أكد في تصريح له أن الوقت حان كي توقف الولاياتالمتحدة تمويلها للأمم المتحدة معربا عن قناعته بضرورة انسحاب بلاده الكامل من عضوية المنظمة.
في المقابل، قلل العديد من المراقبين، من أهمية هذه التصريحات التي تأتي بحسب قولهم في إطار سباق انتخابي تمهيدي داخل الأطر الحزبية المحلية ولا تعبر بالضرورة عن موقف ثابت في السياسة الخارجية التي سيكون لها حسابات أخرى عند وصول المرشح إلى سدة البيت الأبيض محكوما بواجبات تمليه مصالح واشنطن أولا وأخيرا.
وفي الوقت نفسه لم يستبعد المراقبون أن يؤدي فوز الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى حالة من التوتر بين الأممالمتحدة ومضيفتها الولاياتالمتحدة ولا سيما أن للجمهوريين سجلا معروفا من الانتقادات الحادة لموقف المنظمة الدولية من سياسات واشنطن وتحديدا على صعيد الصراع الدائر في الشرق الأوسط.
وسبق للجمهوريين في مجلس النواب، أن قدموا قبل فترة ليست بعيدة مشروع قانون يجبر الأممالمتحدة على تبنى نظام طوعي للتمويل بيد أن الإدارة الأميركية عارضت المشروع الذي يتوقع له أن يبقى حبيس الأدراج لفترة طويلة.
وتعتبر مسألة التمويل من الحساسيات الكبرى لدى الحزب الجمهوري تجاه الأممالمتحدة باعتبار أن الولاياتالمتحدة خصصت أكثر من سبعة مليارات دولار في موازنة العام الماضي لصالح الأممالمتحدة لتمويل برامجها المختلفة.
ويتم حساب المساهمات الدولية في ميزانية الأممالمتحدة استنادا إلى مقياس يحدد قدرة الدولة المعنية على الدفع، في حين أن المساهمات الإضافية لهيئات الأممالمتحدة الأخرى مثل صندوق الطفولة "يونيسيف" تبقى طوعية.