أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه ليس مسؤولا عن أعمال العنف التي ترتكبها قواته، والتي تتهمها الأممالمتحدة بأنها تمارس القمع السياسي، الذي أوقع أكثر من 4000 قتيل منذ بدء الاحتجاجات التي دخلت شهرها العاشر، بحسب ما كشفه صحافي أمريكي. وتأتي تصريحات الأسد هذه في مقابلة استثنائية أجرتها معه شبكة "أي بي سي" التلفزيونية الأمريكية، بثت أمس، هي الأولى من نوعها التي يجريها مع الإعلام الغربي لتوضيح موقف نظامه للمشاهدين الغربيين، وسط حملة القمع التي تشنها قواته ضد المناهضين له. وقالت الشبكة الأمريكية، إن الأسد قال ردا على سؤال حول القمع "أنا رئيس.. لست مالك البلاد، إذن هي ليست قواتي". وأشار في أبرز ما جاء بالمقابلة، أن هناك فرق بين انتهاج سياسة القمع المتعمد، ووجود بعض الأخطاء يرتكبها بعض المسؤولين. وردا على هذا التصريح، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر، إن الأسد الذي تدعوه واشنطن إلى التخلي عن السلطة، فوت فرصا عديدة لوضع حد لأعمال العنف. وأضاف تونر، إنه يرى من السخف أن يلجأ إلى الاستخفاف بالآخرين، وأن يتجرأ على القول بأنه لا يمارس السلطة في بلاده، موضحا الأسد لا يقوم بأي شيء آخر غير قمع حركة معارضة سلمية بطريقة وحشية، على حد تعبيره. وكان الرئيس السوري، أجرى أول مقابلة تلفزيونية مع الإعلام الأمريكي، منذ بدء حملة القمع قبل تسعة أشهر، والتي أدت إلى مقتل نحو 4000 شخص بحسب الأممالمتحدة. يذكر أن سوريا تتعرض لضغوط دولية شديدة في الوقت الذي يحاول الأسد القضاء على أسوأ تهديد تشهده عائلته التي تحكم البلاد منذ أربعة عقود. كما تعرضت لضغوط من قبل جامعة الدول العربية لوقف أعمال العنف والقمع ضد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية. ميدانيا، ذكر ناشطون متمركزون في لبنان أن قوات الحكومة السورية قصفت بعنف مناطق في محافظة حمص المضطربة وسط سوريا، أمس، وذلك في أعقاب احتجاجات شهدتها ليلة الثلاثاء الأربعاء ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقال نشطاء سوريون، ان شخصين على الأقل لقيا حتفهما في حي باب عمروودير بعلبة، جراء القصف. وأضافوا أنه جرى نشر قوات سورية أمس على مشارف في ضواحي محافظة إدلب بالقرب من الحدود مع تركيا، استعدادا لعملية عسكرية.