قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، أن الحظر على مرور ارتال حلف شمال الأطلسي عبر الأراضي الباكستانية إلى أفغانستان قد يستمر لعدة أسابيع. ورفض إلغاء أمر اغلاق قاعدة جوية باكستانية بوجه القوات الأمريكية التي كانت تستخدمها. ونقلت مصادر إعلامية عن مسؤولين باكستانيين، بأن القوات الأمريكية قد أخلت قاعدة جوية في بلوشستان في الموعد المحدد. وأضافت المصادر، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، انتهت من سحب كامل قواتها ومعداتها العسكرية من قاعدة "شمسي" الجوية الواقعة في الشمال الغربي لباكستان وسلموها إلى القوات المسلحة الباكستانية. وأعلن مصدر في المكتب الصحفي للقوات الباكستانية أن قاعدة – شمسي - أصبحت خالية تماما من القوات الأمريكية، وأصبحت تحت تصرف الجيش الباكستاني. وسبق وأن أعلن، انه بعد الهجوم الجوي لطائرات الناتو يوم 26 نوفمبر من السنة الحالية على منطقة (مامند) الحدودية، والذي أدى إلى مقتل 28 من حرس الحدود الباكستانيين، طلبت السلطات الباكستانية من الجانب الأمريكي إخلاء القاعدة بأسرع وقت. وكان الأمريكان يستخدمون هذه القاعدة الباكستانية منذ عام 2001 لإطلاق طائرات من دون طيار لقصف مواقع المتطرفين في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية. يذكر أن باكستان أمرت، القوات الأمريكية بمغادرة قاعدة – شمسي - ، وذلك عقب الغارة الجوية التي نفذتها قوات الناتووالتي استهدفت نقطتي تفتيش باكستانيتين على الحدود مع أفغانستان، أسفرت عن مقتل 28 جنديا باكستانيا، وهي الحادثة التي أدت إلى تأزم في العلاقات بين إسلام اباد وواشنطن. وشهدت العلاقات الباكستانيةالأمريكية شهدت تطورًا جديدًا، في ظلّ أجواء التوتر فيما بين البلدين على خلفية مقتل جنود باكستانيين في غارة لحلف الناتو، حيث أخلت القوات الأمريكية قاعدة شامسي العسكرية في إسلام آباد.كما هدد قادة عسكريون بإسقاط أية طائرة أمريكية تخترق المجال الجوي للبلاد. وقال مسئؤولون في الجيش الباكستاني: أنّ 51 من أفراد القاعدة الجوية الأمريكية، أخلوا القاعدة ونقلوا الطائرات بدون طيار وغيرها من المعدات معهم، لافتين إلى أنّ الجيش الباكستاني تسلم القاعدة.
وتعتبر قاعدة شمسي الجوية، التي مول بناءها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل عام 1992، هي واحدة من قاعدتين قدمتها باكستان للولايات المتحدة من أجل عملياتها في المنطقة. وكان مسؤول باكستاني رفيع المستوى، هدد في تصريحات له من أن إسلام آباد تعتزم إسقاط أية طائرة استطلاع أمريكية تنتهك مجالها الجوي. ونقلت مصادر إعلامية باكستانية عن المسؤول الباكستاني الذي لم تكشف عن اسمه أنّه بموجب سياسة دفاعية جديدة، سيعامل أي جسم يدخل مجالنا الجوي بما فيها طائرات الاستطلاع الأمريكية، كجسم معادٍ ويتم إسقاطه. يذكر أن الناتو، اعتذر في وقت سابق عن الضربات الجوية ووصفها بأنها حادثة مأساوية غير مقصودة، كما وصف البيت الأبيض أيضا مقتل الجنود الباكستانيين بالمأساة. فيما أكد جيلاني، بأن هذه الهجمات كانت مقصودة ومخطط لها مسبقا، مؤكدا أن ثمة فجوة في المصداقية بين باكستانوالولاياتالمتحدة. وكانت باكستان قد منعت مرور الأرتال والقوافل التابعة للناتو احتجاجا على الضربات الجوية التي قامت بها طائرات الحلف قبل أسبوعين، وأدت إلى مقتل 28 من القوات الباكستانية في نقطتي تفتيش على الحدود الأفغانية.