قصفت طائرات أمريكية من دون طيار المناطق القبلية الباكستانية القريبة من الحدود مع أفغانستان مخلفةً سقوط المزيد من القتلى في صفوف المدنيين رغم احتجاج إسلام أباد على شن مثل هذه الغارات فوق أراضيها. وأكد مصدر أمني باكستاني أمس أن طائرتين أمريكيتين من دون طيار أطلقت أربعة صواريخ استهدفت منزلا بقرية دشغاه الواقعة حوالي 45 كلم غرب ميرنشاه المدينة الرئيسية لإقليم وزيرستان شمال البلاد والذي يعد من أهم معاقل حركة طالبان باكستان المتحالفة مع تنظيم القاعدة. كما استهدفت سيارة في نفس المنطقة وهو ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 15 شخصا زعمت قوات التحالف الدولي أنهم من المسلحين. ورغم أن قوات حلف الناتو العاملة في أفغانستان ترفع دائما حجة مطاردة المقاتلين الإسلاميين الذين يتخذون من المناطق القبلية والجبلية الباكستانية المتاخمة لأفغانستان مواقع خلفية لها لشن مثل هذه الغارات الجوية فإن ضحايا هذه الغارات عادة ما يكون من المدنيين العزل. وهو ما أثار حفيظة إسلام أباد مؤخرا التي احتجت بشدة لدى قيادة الحلف الأطلسي على اختراق مجالها الجوي من قبل الطائرات الحربية لقوة المساعدة الدولية ''ايساف'' العاملة في أفغانستان. وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أن بلاده ستلجأ لخيارات أخرى إذا استمر الناتو في انتهاك سيادتها في المستقبل. كما أثارت هذه الغارات غضب السكان وكانت منطقة القبائل الباكستانية المحاذية للحدود الأفغانية وخاصة منطقة شمال وزيرستان قد شهدت أول أمس إضرابا عاما ومسيرات نظمتها القبائل المحلية تنديدا بالضربات الأمريكية التي تشنها طائرات تجسس بدون طيار دون تمييز بين المدنيين الأبرياء والعناصر المتطرفة. للإشارة فإن شهر سبتمبر الماضي شهد ما لا يقل عن 21 هجوما صاروخيا تركز معظمها على منطقة شمال وزيرستان فيما يعادل تقريبا ضعف أعلى رقم سجل من قبل لعدد الضربات الجوية داخل باكستان في شهر واحد منذ بدأت تلك الهجمات عام .2004 ومنذ مقتل سبعة من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ال ''سي أي إيه'' في هجوم انتحاري بأفغانستان شهر ديسمبر الماضي تضاعفت الهجمات السرية للطائرات الأمريكية بدون طيار في منطقة وزيرستان القبلية المضطربة. وأمام هذه التطورات أرسلت باكستان أمس وفدا عسكريا لأفغانستان للمشاركة في التحقيقات حول الغارات الجوية الأخيرة لقوات الحلف الأطلسي التي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود باكستانيين. وسينضم الوفد العسكري الباكستاني المكون من عضوين ساميين إلى أفراد الناتو والقوات الأمريكية للتحقيق في الهجمات الجوية الثلاث التي قامت بها مروحيات الناتو الأسبوع الماضي.