حذر رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني قوات حلف شمال الأطلسي، من انتهاك سيادة بلاده عبر الغارات التي يشنها طيرانه داخل أراضي باكستان. والتي تستهدف المدنيين، لا سيما الغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية بدون طيار. وقال جيلاني إن سلطات إسلام آباد قد تضطر لاستخدام "خيارات أخرى" إذا تواصلت الغارات التي تشنها طائرات الناتوداخل الأراضي الباكستانية في المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان. وأعرب في كلمة أمام الجمعية العامة الباكستانية عن قلق بلاده البالغ من هذه الغارات، قائلا إنها "خرق لن يحتمل" لسيادة باكستان. وكان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، قد عبر من جهته عن رفض إسلام آباد "بشدة لأي انتهاك سافر لسيادتها"، في حين قالت مصادر استخباراتية باكستانية إن توغلات الحلف داخل باكستان قد تؤدي إلى "قطع كامل للعلاقات". وتأتي هذه التصريحات بعد تتابع الغارات التي تشنها طائرات حلف الناتو داخل باكستان، حيث أدت غارتان يوم الخميس إلى مقتل ثلاثة جنود باكستانيين. وقد ردت السلطات الباكستانية بعد تكرر الغارات التي أدت إلى مقتل 40 باكستانيا خلال الأيام القليلة الماضية، بإغلاق طريق إمدادات بمنطقة خيبر الجبلية الحدودية لتزويد قوات الحلف في أفغانستان. كما هاجم مسلحون الجمعة ناقلات وقود تابعة للناتوفي إقليم السند وأشعلوا النيران فيها مما أدى إلى احتراق نحو30 ناقلة محملة بالوقود. وذلك ردا على الغارات من جانبه ادعى الناتو في بيان له، إن طائراته كانت في حالة "دفاع عن النفس" بعد تعرضها لإطلاق نيران من الأرض، مما جعلها تعبر الحدود لملاحقة أشخاص يشتبه في أنهم "متمردون". وتلقى الغارات التي يشنها الحلف الأطلسي والطائرات الأمريكية بدون طيار على الأراضي الباكستانية بحجة ملاحقة عناصر طالبان وتنظيم القاعدة، رفضا شديدا في الشارع الباكستاني، كما تسبّب في الوقت نفسه حرجا كبيرا للحكومة. التي أعربت عن استيائها من خرق الناتو للسيادة الباكستانية.