احتجت باكستان لدى الأممالمتحدة على مقتل 28 من جنودها من قبل الحلف الأطلسي، حيث قدم عبد الله حسين هارون مندوب باكستان الدائم لدى الأممالمتحدة احتجاجا قويا إلى أمين عام الأممالمتحدة على هجوم الناتوعلى موقع عسكري حدودي في منطقة مهمند القبلية الباكستانية. فيما قال الجيش الباكستاني إن الغارات التي نفذتها مروحيات وطائرات تابعة للناتو، على موقعين حدوديين وأسفرت عن مقتل العشرات من الجنود الباكستانيين، قد تكون لها تداعيات خطيرة. وأبلغ هارون مجلس الأمن الدولي في خطابه بالقرارات التي اتخذتها لجنة الدفاع التابعة لمجلس الوزراء الباكستاني. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن باكستان طالبت الأممالمتحدة بإدانة عدوان الناتوعلى أراضيها والذي أودى بحياة 28 عسكريا باكستانيا. للإشارة فإن لجنة الدفاع التابعة لمجلس الوزراء قررت في اجتماعها مساء السبت الماضي في إسلام آباد إغلاق طرق الإمداد اللوجستية لحلف شمال الأطلنطي في أفغانستان بأثر فوري، وطالبت الولاياتالمتحدة أيضا بإخلاء قاعدة شمسي الجوية في غضون 15 يوما. قال الجيش الباكستاني إن الغارات التي نفذتها مروحيات وطائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي، على موقعين حدوديين وأسفرت عن مقتل 28 جنديا باكستانيا، قد تكون لها تداعيات خطيرة، في حين قررت الرابطة الباكستانية لملاك ناقلات النفط وقف إمدادات الوقود لقوات الناتوبأفغانستان احتجاجا على الحادث. ووفقا لمصادر إعلايمة، نفى متحدث باسم الجيش الباكستاني، ادعاءات قوات الناتوفي أفغانستان بأنها تعرضت لإطلاق نار من الجانب الباكستاني، قبل شن مروحيات ومقاتلات تابعة لها هجوما على نقطتي مراقبة للجيش الباكستاني في مقاطعة مهمند القبلية، معتبرا أن هذه المزاعم لا صحة لها، وأنها ترمي إلى تبرير الهجوم. من جانبه قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أطهر عباس، إن الغارات يمكن أن تكون لها عواقب خطيرة على مستوى وحجم التعاون بين الناتووباكستان في ما يتعلق بأفغانستان. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد نقلت عن ثلاثة مسؤولين أفغان ومسؤول غربي أن الأوامر صدرت بشن الغارة الجوية للدفاع عن القوات الحليفة. وأوضح المصدر الغربي الذي رفض الكشف عن هويته للصحيفة أن قوات حلف الناتو والقوات الأفغانية قامت "بعمل دفاعي" بعد تعرضها لإطلاق نار من قاعدة عسكرية باكستانية.كما أكد قائد في شرطة الحدود الأفغانية، أن قوات الناتو من النادر أن تفتح النار ما لم تتعرض لهجوم. يذكر أنه إثر الغارة قامت إسلام آباد بإغلاق حدودها مع أفغانستان أمام إمدادات القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان –إيساف- التابعة للحلف الأطلسي، وأنذرت الأمريكيين بضرورة مغادرة قاعدة جوية يعتقد أنها تستخدم في غارات وكالة الاستخبارات الأمريكية، كما أمرت بمراجعة شاملة لعلاقاتها مع واشنطن، وهي تدرس احتمال مقاطعة مؤتمر مهم حول أفغانستان الشهر المقبل. من جانبه قال الأمين العام للرابطة الباكستانية لملاك ناقلات النفط نواب شير أفريدي إن الرابطة -التي تتولى تسليم الوقود إلى قوات حلف الأطلسي في أفغانستان- لن تعيد النظر في قرار وقف الإمدادات إلا في حالة قبول الحكومة والجيش الباكستاني اعتذارا على الحادث. وتعد هذه الحادثة الخطأ الأفدح الذي ترتكبه قوات التحالف منذ انضمت إسلام آباد إلى واشنطن في حربها على ما يسمى الإرهاب مع نهاية 2001، وقد ساهمت في تأجيج التوتر الذي تسببت به عملية قتل قوات خاصة أمريكية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في شمالي باكستان في الثاني من ماي الماضي.