أعلنت جماعة العدل والإحسان عن انسحاب شبابها من حركة العشرين من فيفري، التي تقود الحراك السلمي في الشارع المغربي، منذ تنظيمها أول مسيرة في شهر فيفري الماضي وذلك في قرار مفاجئ في التوقيت وفي السياق. وهو الحراك الذي قدمت الجماعة نفسها كأحد مكوناته الأساسية وعادت من خلاله للظهور في الشارع المغربي من جديد، خاصة وأن السلطات المغربية تعتبر الجماعة محظورة. وأوضحت الجماعة في بلاغ لها، بأنها لا تزال مقتنعة بمشروعية مطالب الحراك المغربي، وبحق الشعب في الاحتجاج السلمي بمختلف أشكاله، وبينت الجماعة أنها ستبقى داعمة لجهود كل قوى التغيير، ومساهمة في التصدي لكل من يستهدفها ويضيق عليها، مع التأكيد على دعوتها لحوار مجتمعي، وميثاق جامع يوحد الصف ويجمع الجهود لبناء نظام عادل ومغرب تتساوى فيه الفرص وينعم فيه الجميع بحقوقه. وأوضحت الجماعة في بيانها الرسمي الصادر ليلة الأحد، الإثنين، أن شبابها انخرط في الحراك منذ اليوم الأول بنكران ذات، وبذل وتضحية، وفق ضوابط ظلت تؤطر هذا الانخراط: التشاركية والسلمية والاستمرارية والجماهيرية"، مضيفة بأن شباب الجماعة كانوا حريصين على تغليب قيم التقارب والتعاون وتكاتف الجهود. وجددت الجماعة تعبيرها عن مواقفها المعلنة سابقا برفض الإصلاحات الدستورية في المغرب وللانتخابات التشريعية التي جرت في نوفمبر المااضي، ولما وصفته ب"الخطوات الترقيعية في المجال الاجتماعي والحقوقي"، وصولا إلى ما وصفه بلاغ الجماعة ب"السماح بتصدر حزب العدالة والتنمية لنتائج الانتخابات وتكليفه بقيادة حكومة شكلية دون سلطة". وأوضح البيان بأن الجماعة تعرضت لحملة من السلطات المغربية استهدفت الشباب المشارك في الحراك، خاصة المحسوب على جماعة العدل والإحسان، وذهب البلاغ الرسمي للجماعة إلى التنويه بما حققه الحراك السلمي في الشارع المغربي، والذي كان من أهمه كسر حاجز الخوف وسط عموم الشعب المغربي، واسترجاع الثقة والأمل، وامتلاك الشارع للمبادرة، وإطلاق سراح بعض المعتقلين. ووجهت الجماعة عبر بلاغها سهام انتقادها صوب من جعل كل همه كبح جماع الشباب في الحراك، مع الإصرار على فرض سقف معين لهذا الحراك وتسييجه بالاشتراطات التي تخرجه من دور الضغط في اتجاه التغيير الحقيقي إلى عامل تنفيس عن الغضب الشعبي. وبحسب المراقبين فإن قرار الجماعة مفاجئ في التوقيت وفي السياق المغربي الداخلي، ولم تكن هنالك أية مؤشرات عليه من خلال المشاركات المتواصلة لشباب الحركة في مسيرات الاحتجاجات السلمية في الشارع المغربي في مدن متعددة، وسبق للجماعة أن سجلت مشاركة في المسيرة التي تلت مباشرة الانتخابات التشريعية الأخيرة والتي عرفت انتصارا غير مسبوق للإسلاميين من خلال حزب العدالة والتنمية الإسلامي.