تعتبر بلدية "عين الشرايع" التي تقع على ارتفاع 700 متر على مستوى سطح البحر وعلى بعد 11 كلم من مقر بلدية سكيكدة، والتي تزخر بطبيعة عذراء ومتنوعة لوحة طبيعية ووجهة سياحية جذابة تؤهلها لأن تكون مقصدا سياحيا واعدا. وتمتلك منطقة "عين الشرايع" مناظر طبيعية خلابة وغطاءا نباتيا متنوعا امتزج بزرقة البحر، كما بها شاطئ صنف من أروع الشواطئ على مستوى الوطن وهو شاطئ "واد بي بي" الذي يبلغ طوله 3 كلم، إلا أنه ليس مستغلا رغم معانقته لجبال ذات اخضرار تزيد من روعة وجمال المنطقة. واد "بي بي" شاطئ خلاب مغلق أمام المصطافين يعتبر واد "بي بي" الذي يعتبر عن القرية بضعة كيلومترات تحفة طبيعية نادرة وإرثا سياحيا وتاريخيا يعود إلى أزمان غابرة، وتتواجد بهذا الوادي حسب مديرية الثقافة آثار تاريخية لميناء يعود تاريخه إلى العصر الفينيقي. وما يزيد الوادي جمالا وجود القلعتين اللتين تتوسطا الشريط الساحلي للشاطئ، بالإضافة إلى بقايا البنايات وقبور وآبار تدل طريقة إنجازها على قدمها. ومن أعيان المنطقة عمي إبراهيم 70 سنة الذي كشف في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية أن "عين الشرايع" تعتبر مكانا "يبرهن على القدرة الإلهية في الكون" موضحا أنه يوجد بالقرب من البحر كهف بداخله مغارة يصعب الوصول إليها بها عين تسمى "عين الشفاء" كأنها مبنية بمادة الجير طعمها طبيعي وعذب ولكن إذا أخرج ماؤها إلى خارج إقليم البحر أصبح مالح الطعم غير قابل للشرب." هذه الظاهرة "حيرت كل من اكتشفها" حسب عمي إبراهيم. وعلى الرغم مما يزخر به واد "بي بي" من جمال ورونق بإمكانه استقطاب السياحو كما كان قبل العشرية السوداء لما تشتهر به طبيعته من نقاوة الهواء ومياه البحر البعيدة عن التلوث إلا أن الولاية تبقيه ضمن قائمة الشواطئ غير المحروسة. وتعيد مصالح مديرية السياحة السبب إلى بعد هذه المنطقة وعزلتها، إلا ان المتتبعين يرون أنه من الممكن "انجاز دراسة تمكن في المستقبل فتح المنطقة عن طريق انجاز مسالك تقود إليه إلى حين تحسن الوضع الأمني بالمنطقة". "عين الشرايع"،، الرائدة في إنتاج الفراولة تتيح متعة البحر بطعم الفراولة تعتبر قرية عين الشرايع منطقة فلاحية بالدرجة الأولى خاصة في مجال زراعة الفراولة، وهي الممول الأول لكل الولاية والولايات المجاورة بهذه الفاكهة التي ذاع صيتها في الخارج. ودخلت الفراولة إلى مدينة سكيكدة وبالضبط إلى منطقة "عين الشرايع" خلال الحقبة الاستعمارية سنة 1920 على يد أحد المعمرين الإيطاليين الذي جاء إلى سكيكدة حاملا معه نبتة غريبة على السكان المحليين، حيث أمرهم بغرسها وتحت إشرافه لأنهم يجهلون تقنية زراعتها، وبعد نمو النبتة وإثمارها انبهر الفلاحون بهذا النوع من الثمار فحاولوا غرسها في أماكن أخرى بعيدا عن سلطة المعمر، لكنهم كانوا يتعرضون للتفتيش من طرف المعمر كلما أنهوا عملهم حتى يمنعهم من نقل هذه نبتة الفرولة وغرسها بأراضيهم حسب عبد العزيز دريدح المسؤول على إنتاج الفراولة بمديرية المصالح الفلاحية بالولاية. وتفطن الفلاحون إلى طريقة لإخراجة نبتة الفرولة، وذلك بإخفائها في أحذيتهم. وقاموا بزرعها في أعالي سطورة ب"عين الشرايع" بالقرب من "عين الزويت" بعيدا عن مرأى الكولون. ومع مرور الوقت واكتساب الخبرة قام الفلاحون بتنقية المنتوج حتى تحصلوا على سلالة نقية سموها "روسيكادا"، وهي فراولة سكيكدة الأصيلة المتميزة بعطرها الفواح وشكلها الدائري ولونها الأحمر اللامع وحجمها المتوسط. كما تشتهر منطقة "عين الشرايع" بالأرض الخصبة والمناخ الملائم لإنتاج الفرولة "المكركبة" (روسيكادا) و"تيوقا" وأنواع أخرى كثيرة ومتنوعة الأشكال والمذاق حتى أصبحت هذه المنطقة مقصدا للتجار من كل الجهات خاصة الولايات المجاورة قسنطينة وقالمة وأم البواقي وباتنة، وتفوز كل عام بمسابقة عيد الفراولة الذي تشتهر به سكيكدة. ويستحق سحر هذا الموقع وعظمة جباله ورماله الذهبية التي تعانق البحر الاهتمام أكثر بهذه الجوهرة الطبيعية.