تتجدد معاناة الآلاف من زبائن مختلف الوكلاء الحصريين لتوزيع السيارات عبر كل ولايات القطر الوطني منذ مطلع شهر جانفي من كل سنة، وتستمر إلى غاية نهاية شعر فيفري، وهي "آجال بيضاء" تضاف إلى الأشهر العديدة التي يقضيها الزبائن في انتظار سياراتهم الجديدة، وذلك بسبب طول آجال استخراج البطاقات الصفراء بالنسبة لسيارات العام الجديد 2012 على مستوى أقسام تسيير الحظيرة الوطنية للسيارات على مستوى الولايات والمقاطعات الإدارية المنتدبة. وحسب مصادر استقيناها على لسان مسؤولي العديد من أقسام التسويق والمبيعات في شركات توزيع السيارات، فإن مصالح الدائرة والولاية تجمد عملية التأشير على البطاقات الصفراء الخاصة بالسيارات التي تحمل ترقيم 2012 خلال الفترة الممتدة ما بين 20 ديسمبر و31 جانفي من كل سنة لأسباب تنظيمية وتقنية بحتة، مؤكدين أن مصالحهم تقوم بدورها على أكمل وجه، حيث تسارع الى إرسال ملفات الزبائن بالنسبة للسيارات الجديدة 2012 خلال الفترة الممتدة ما بين 20 و5 جانفي من كمل سنة، لكن عمليات التأشير تبقى مجمدة على مستوى المصالح الإدارية للولاية والمقاطعات الادارية المنتدبة، وفعلا تتحصل مديريات المبيعات للوكلاء على تعليمات من مديريات تسيير حظائر السيارات الجديدة التابعة للولاية خلال شهر نوفمبر من كل سنة، تعلمها فيها بان عمليات استخراج البطاقات الصفراء لا يشرع فيها إلا بعد انقضاء شهر جانفي على اقل تقدير، وهو نمط العمل الذي يجد الوكلاء أنفسهم مرغمين على اتباعه، لكن بالمقابل يواجه الوكلاء متاعب كبيرة مع الزبائن، خصوصا الذين أودعوا ملفات اقتناء السيارات منذ اكتوبر من العام المنقضي. انتقلنا إلى مقر الوكيل الحصري لتوزيع السيارات "رينو الجزائر" في الروبية "روبية أوتو"، وقد صادفنا العديد من المواطنين الزبائن يستفسرون عن مآل ملفاتهم ومتى يحل الفرج، لكنهم يجابهون في كل مرة بأعوان الاستقبال يخبرونهم أن الأمر ليس بيد الشركة والتباطؤ هو على مستوى المصالح الإدارية للولايات والدوائر، لكن الزبائن لم يطلعوا يوما بهذه المستجدات؛ بمعنى أن الوكيل التجاري للسيارات لا يخبر الزبون بهذا التفصيل المهم ساعة تقديمه ملف الشراء، وهي "حيلة ماكرة"، حسب العديد من الزبائن. وفي هذا الصدد، تحدث إلينا "عصام.ب"، موظف في شركة خاصة، جاء ليستفسر عن مصير سيارته الجديدة، وقال "عندما تقدمت بطلب سيارة من طراز "رينو ميغان" في أواخر شهر أكتوبر الماضي، قيل لي إنه بإمكاني استلام السيارة بداية من 15 من شهر جانفي ولم أسمع أبدا من قبل بهذه القضية في إشارة إلى وقف التأشير عن البطاقات الصفراء خلال شهر جانفي برغم علم الوكيل بذلك، هذا في نظري احتيال لاصطياد الزبون ليس إلا" . أما "فريدة.ب" وهي أستاذة في مؤسسة تربوية، قالت "أجد نفسي مرغمة على الغياب عن العمل مرة كل أسبوع، أصبحت مثل الكرة يتقاذفني مسؤولي الشركة من مصلحة لأخرى ولا أعرف حاليا ما أصنع، فكرت مرارا في رفع دعوى قضائية، كيف لا وقد أدخل اليوم غرة فيفري الشهر الرابع ولا بصيص أمل للحصول على سيارتي قبل حلول شهر مارس أوربما أفريل المقبل، ولا يختلف الوضع عند الوكيل الحصري لتوزيع السيارات "هيونداي موتورز الجزائر" في المنطقة الصناعية بوادي السمار. العشرات من الزبائن يحجون يوميا إلى مقر الشركة للاستفسار عن الجديد، لكن يعودون في كل مرة خائبين نفس السيناريو يتكرر لدى شركات "إيفال" و"سترواين" و"كيا" و"فورد".. لتتعقد أكثر وضعية الزبائن، خصوصا خلال الفترة الممتدة ما بين ديسمبر وفيفري، وهي الفترة التي يضاف إليها الوقت الذي تستهلكه مصالح الولاية والدائرة لاستخراج البطاقات الصفراء.
مصالح الولاية والدائرة توضح
من جهتها، قالت مصالح الولاية والدائرة في باب الزوار على لسان مسؤول رفض الكشف عن هويته، أن عملية استخراج البطاقات الصفراء بالنسبة للسيارات الجديدة المرقمة في 2012 تتوقف خلال الفترة الممتدة ما بين 31 ديسمبر و20 جانفي من كل سنة، وهو إجراء متبع منذ سنة 1999 ومعمول به في كل الدول وليس في الجزائر فحسب، والسبب يتعلق بعمليات الإحصاء والجرد التي تقوم بها المصالح الإدارية الوصية عن الحظيرة الوطنية للسيارات مطلع كل سنة، لكنها أوضحت أن الوضع يعود الى طبيعته مباشرة بعد 20 حانفي، حينها تكون ذات المصالح أمام حالة تراكم ملفات بالآلاف وتقوم بالتأشير عليها حالة بحالة وأول بأول.