ستكون مباراة غامبيا الأصعب من الناحية النفسية والسيكولوجية لمنتخب أثقلت الهزائم كاهله وتوالت عليه النكسات الواحدة تلو الأخرى، كما أنه فقد العديد من مميزات ساعدته لبلوغ المونديال في 2010، وسيكون الناخب الوطني ملزما بأخذ احتياطه نظرا للأهمية القصوى، كون اللقاء سيكون الأول من نوعه منذ قدومه كما ستحدد نتيجته مستقبل "الخضر"، ولا يجب أن ننسى أن نتائج المنتخب الوطني خارج ملعبه غالبا ما كانت سلبية، حيث لم يحقق "الخضر" سوى فوز وحيد طيلة عقد من الزمن. كما لا يجب أن ننسى أيضا أن غامبيا حرمت المنتخب من كأس أمم إفريقيا غانا 2008، بعدما هزمت رفقاء منيري آنذاك. حالة المحترفين تقلق وحيد يعيش الناخب الوطني في قلق حول حالة المحترفين خاصة مع اقتراب موعد بانجول، وحيد الذي صرح عديد المرات انه لن يعتمد على لاعبين يسخنون مقعد البدلاء في فرقهم سيجد نفسه ملزما هاته المرة بخرق قانونه الخاص نظرا للحالة التي يتواجد فيها لاعبوه، فكل من مهدي لحسن وحسان يبدة أصبحوا يسخنون الدكة، وقبلهم عدلان قديورة الذي تدارك الأمر وغادر إلى فريق نوتنقهام فورست، كم أن حالة بودبوز لا تسعد التقني البوسني كونه خارج الخدمة بصب الإصابة. هذا، ويبقى كل من فؤاد قادير وسفيان فغولي العنصرين الأكثر حفاظا على مستواهم ومكانتهم الأساسية، رغم أن هذا الأخير لا يمتلك أي خبرة دولية كون اللقاء سيكون الأول له مع "الخضر". كما أن عودة زياني إلى سابق مستواه كونه يعتبر حاليا أحسن ممر في دوري الدرجة الممتاز القطري، ناهيك عن حرارته في اللعب التي لا يختلف عليها اثنان. حال الهجوم لا يختلف تماما عن حال وسط الميدان، فرفيق جبور خارج الخدمة في بلاد الإغريق، ونفس الأمر مع هلال سوداني الذي أصبح قليل الظهور إلا في اللقاءات الودية، نفس الأمر ينطبق على كريم مطمور الذي يعاني في الدرجة الثانية الألمانية رغم وعود مدربه أرمن فيه لاسترجاع مكانته ونشوة اللعب أساسي. ويبقى غزال الوحيد الذي يصنع المفاجأة بانتقاله إلى رابع الليغا الاسبانية، رغم أن هذا الاخير لا ينتظر منه المدرب الكثير من الناحية التهديفية نظرا لمقاطعته للشباك وصيامه المتواصل عن التهديف، كما أنه ضيع بعض اللقاءات مؤخرا بسبب الإصابة، وربما قد تكون الوجهة الاسبانية فأل خير على لاعب تشيزينا السابق للعودة مرتبقة من الجميع غالى فن تسجيل الأهداف. أما دفاعيا، فوحيد يملك خيارات عديدة نظرا للفورمة العالية التي يتواجد فيها مصباح المنتقل حديثا الى فريق ميلان وخطفه مكانة أساسية إلى حد هاته الساعة، كما أن مهدي مصطفى وكارل مجاني يعتبران ورقتين أساسيين في فريق أجاكسيو، كذلك نفس الأمر ينطبق على نذير بلحاج ومجيد بوڤرة مع فريقيهما السد ولاخويا على التوالي، ويبقى الأهم هو عودة القائد عنتر يحيى إلى البطولات الأوربية من بوابة الكايزر سلاوتن، وهو ما قد يساعده لاستعادة معالمه وعودة عنتر أم درمان من جديد. خبرة وحيد قد تصنع الفارق.. لكن!! وحيد حليلوزيتش المدرب المخضرم الذي يعرف جيدا أدغال إفريقيا، والذي سبق له عيش ظروف المبارايات فيها وطقوسها الغريبة وأسرارها العجيبة، ليست المرة الأولى الذي سيكتشف أدغال إفريقيا، فهو يعرف الكواليس جيدا هذا ما يسهل له المأمورية كونه قد أشرف من قبل على الواداد البيضاوي والمنتخب الايفواري وحقق معهم نتائج طيبة جعلته يكسب احترام وتقدير الجميع، لكن حالة المنتخب ولاعبيه والضغط الممارس عليه وكذلك العروض القادمة من شبه الجزيرة العربية قد تجعله يعيد حساباته، رغم أنه معروف عليه أنه عاشق للتحديات، وأكبر تحدي لوحيد هوتدوين مشاركة في كأس العالم في سجله، خاصة أنه قد حرم في وقت سابق من الأمر بعد الخسارة أمام المنتخب الجزائري في ربع نهائي كأس إفريقيا ما عجل برحيله قبل بلوغ هدفه.