يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدريبات ومناورات عسكرية على بعد حوالي 3800 كيلومتر عن إسرائيل، الأمر الذي يبيّن أن الجيش يخطط للقيام بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، حيث قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية مؤخرا بمناورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومستعمرة جبل طارق البريطانية في شبه الجزيرة الإيبيرية، استعدادا للقيام بهجوم على منشآت إيران النووية، حسب ما ذكرته الصحف الفرنسية، إذ ذكر أحد أحد كبار مسؤولي وزارة الحرب الإسرائيلية، أن بلاده تريد أن تعرف من خلال هذه المناورات، ما إذا كان بإمكان قواتها بعد استلام الضوء الأخضر من حكومة نتنياهو، أن تقصف إيران خلال أيام بل خلال ساعات. تستعد إسرائيل في هذه الأثناء لشن هجوم على إيران، وذلك من خلال المناورات والتدريبات التي يجريها جيش الاحتلال، وهي تنتظر فقط الضوء الأخضر من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، هذا الأخير الذي يقول عنه المحللون السياسيون، إنه منذ عودته إلى الحكم وهو يعمل انطلاقا من قناعة داخلية، بأن إسرائيل ستكون في خطر الإبادة في حال ما إذا تمكّنت إيران من امتلاك سلاح نووي. وبعد التقدم الذي أحرزه الإيرانيون في برنامجهم النووي، شعرت إسرائيل بتهديد حقيقي يهدد كيانها بل حتى وجودها، لاسيما وأن الرئيس الإيراني لطالما توعّد الدولة العبرية بإزالتها نهائيا ومحوها من الخارطة الجغرافية وبلهجة شديدة، وانطلاقا من هذا يرى المتتبعون للملف، أن إسرائيل ستقوم بإزالة الخطر الذي يهدد أمنها وهو الهدف المركزي الذي وضعه نتنياهو لنفسه قبل سنين، مما عزز لديه أن ساعة الحسم قد اقتربت. ويرى المحللون السياسيون أن نتنياهو ينتظر ضم الرئيس الأمريكي براك أوباما، إلى مهمة وقف المشروع النووي الإيراني، إلا أن الاستراتيجية الأمريكية اتجاه إيران تغيرت كليا، خاصة بعدما دعا أوباما القادة الإيرانيين إلى طي صفحة الماضي وتأسيس علاقات جديدة بين البلدين تكون مبنية على الاحترام المتبادل وتخدم مصلحة الطرفين، وهو الأمر الذي يرى فيه المحللون أن إسرائيل ستجد صعوبة في مهاجمة إيران لوحدها من دون الولاياتالمتحدة التي لطالما ساندتها في كل اعتداءاتها. من الواضح جليا أن الولاياتالمتحدة سترغب في الحفاظ على علاقاتها مع إيران، إلا أن التزامها القوي بأمن إسرائيل وهو ما دأب عليه كل من تعاقب على الحكم في البيت الأبيض من الرؤساء باستثناء الرئيس كندي الذي بقي لغز اغتياله قائما لحد الآن، رغم أن أطرافا عديدة أكدت، أن الموساد الإسرائيلي هو من وقف وراء اغتياله بسبب معارضته لإسرائيل من امتلاكها لأسلحة نووية، كي لا تنتشر هذه الأسلحة في منطقة الشرق الأوسط، وعليه فإن أمريكا لن تمنع إسرائيل من قصف إيران وهي الرسالة التي سيحاول نتنياهو زرعها في رؤوس أعضاء الكونغرس من خلال الزيارة التي سيقوم بها للولايات المتحدةالأمريكية. ومن بين مؤشرات اعتزام إسرئيل شن الحرب على إيران صعود نتنياهو إلى الحكم، بسبب الخطورة الشسديدة التي يوليها للتهديد الإيراني، وشعوره بأنه أُلقيت عليه مهمة إنقاذ إسرائيل والشعب اليهودي من الخراب، لاسيما بعدما تحولت الجمهورية الإسلامية، التي يرى زعيمها المتطرف خطرا كبيرا يهدد أمن إسرائيل.