تعيش أوربا، هذه الأيام، على وقع الاحتجاجات المناهضة لسياسات التقشف التي تنتهجها بعض دولها لمحاولة الخروج من أزماتها الاقتصادية التي تهدد بالخصوص اليونان وإسبانيا، فيما تعقد الاجتماع تلو الأخرى من قبل زعماء أوربا لإيجاد حلول لهذه الأزمة التي تهدد الاتحاد الأوربي بالتفكك. ففي بروكسل، عقد شركاء اليونان في منطقة الأورو، أمس الاثنين، اجتماعا للاتفاق على حل لتفادى إفلاس البلاد خلال شهر، حتى وان كانت آليات وشروط القروض التي ستمنح لها لم تتضح بعد. وعبّر العديد من القادة الأوروبيين عن ثقتهم في إمكانية انفراج الوضع خلال هذا الاجتماع. وتشير تقارير إعلامية، إلى أن كلا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس وزراء ايطاليا ماريومونتى ورئيس وزراء اليونان لوكاس باباديموس أعربوا في ختام محادثات هاتفية الجمعة الماضي، عن ثقتهم في التوصل إلى اتفاق حول اليونان ضمن منطقة الأورو. ويدرس وزراء المال في منطقة الأورو، هل توافرت الشروط الضرورية لتطبيق خطة دعم ثانية لأثينا تتألف من جانب عام قيمته 130 مليار دولار وتقضي باسقاط جزئي للديون المستحقة للجهات الدائنة الخاصة التي تناهز 100 مليار دولار. أثينا تتفاءل باتفاق لإعادة هيكلة ديونها وتتوقّع أثينا الحصول على موافقة وزراء مالية دول الأورو للشروع في تنفيذ برنامج لإعادة هيكلة ديونها من خلال برنامج لتحويل الديون إلى سندات مطروحة للمشترين من القطاع الخاص. ونقلت وسائل الإعلام، عن متحدث باسم الحكومة اليونانية، قوله إن قضية الحساب المصرفي الخاص الذي يضمن توجيه العوائد المالية الحكومية لخدمة الديون لم تحسم بعد. وتشير، التقارير الإعلامية، بأن الخطط الحالية لمساعدة اليونان للخروج من أزمتها تعني أن تظل أثينا مدينة بنسبة 129% من ناتجها القومي الإجمالي حتى عام 2020، فيما تفوق تلك النسبة بكثير نسبة 120% التي حددها وزراء مالية منطقة الأورو في أكتوبر الماضي كحد أقصى للديون التي يمكن لليونان التعايش معها. آلاف اليونانيين فى شوارع أثينا وقد نظم نحو 1500 شخص مظاهرة وسط العاصمة اليونانية أثينا احتجاجا على الإجراءات الجديدة في خطة التقشف لإنقاذ اليونان، التي يتوقع أن توافق عليها مبدئيا منطقة الأوروفي بروكسل.وتأتي هذه التظاهرات بعد أسبوع كانت فيه الحكومة اليونانية في سباق مع الزمن بسبب الضغوط الأوروبية الكبيرة للموافقة على تدابير التقشف الجديدة في موازنة 2012. وذكرت صحيفة "وول ستريت جرنال" على موقعها الالكتروني أن صندوق النقد الدولي يدرس المساهمة عبر قرض قيمته 13 مليار أورو في خطة إنقاذ دولية جديدة لليونان. إسبانيا.. وعدوى الاحتجاجات وغير بعيد عن أثينا، شهدت إسبانيا أمس الأول مظاهرات كبيرة شارك في عشرات الآلاف من الإسبانيين، عمت شوارع العاصمة مدريد ومدن أخرى، احتجاجا على البطالة وإجراءات التقشف وخفض الإنفاق العام التي اتخذتها الحكومة مؤخرا. وهتف المتظاهرون الذين تدفقوا إلى وسط مدريد من كافة الجهات، بشعارات مناهضة لسياسات الحكومة، وقد قطع بعض المتظاهرين مسيرة حوالي خمس ساعات سيرا على الأقدام، بحيث وصل عدد المحتشدين بعد ظهر الأحد في المنطقة القريبة من البرلمان إلى عشرات الآلاف. وأتت هذه المظاهرات استمرارا للاعتصام الذي بدأه مؤخرا في مدريد مجموعة من الشباب، بهدف الضغط على الحكومة وإرغامها على التراجع عن الإجراءات التي اتخذتها مؤخرا.