دخلت عملية تهيئة "جزر حبيباس" الممتدة بجمالها واخضرارها على مساحة إجمالية بحدود 26.84 كلم2 من إقليموهران مرحلتها العملية حسب ما أكده المدير الولائي للبيئة السيد: ميكايكية محمد، لتكون جاهزة لاستقبال الزوار قبل نهاية السنة الجارية 2012 على مساحة 2684 هكتار المصنفة دوليا ووطنيا في 29 مارس 2003 بموجب المرسوم التنفيذي رقم 03_147. هذا وضبط حراس السواحل حسب المسؤول المتحدث برنامجا خاصا لحماية المنطقة البحرية بالجزر التي تتسع لأكثر من 2600 هكتار من الصيد، هذا وكشفت مصادرنا عن عملية ضخمة لتنظيف المنطقة من الجرذان والحشرات الضارة، وجاء ذالك إثر التقرير الأسود الذي رفع الخبراء الأوروبيين عن الوضعية الكارثية للجزر وعدد من الجمعيات البيئية في ظلّ الإهمال الذي طالها على مدار أعوام طويلة رغم أنها من المواقع البيئية الناذرة على مستوى الحوض المتوسطي بكامله، بعد الانتشار الواسع للقاذورات والأوساخ، خاصة قارورات الجعة وإحاطتها ببيوت قصديرية وانقراض العديد من أنواع الأسماك التي كانت متواجدة بها،بعد الاستعمال المفرط للمتفجرات من قبل الصيادين، مما زاد في تدهور الوضع الإيكولوجي فيها وارتفاع نسبة التلوث وعلى الرغم من صداها العالمي وثرواتها الناذرة من الطيور والأسماك والنبات وتسابق الخبراء الأجانب للكشف عن مكنوناتها إلا أن الأغلبية الساحقة من سكان وهران يجهلون تواجدها وفئة أخرى متذمرة من الإهمال الذي طال الجزر والإنتهاكات المرتكبة في حق الكائنات الحيوانية وخاصة من الطيور والأسماك ناهيك عن الزحف الخطير للجرذان وهو الخطر الذي حذرت منه عدد من الجمعيات البيئية نظرا لتهديداتها الخطيرة على بعض أنواع الحيوانات وهو ما دفع بالوزارة إلى تخصيص 30 مليار سنتيم لتهيئة هذه المنطقة وحمايتها انطلاقا من تطهير عدد من مواقعها من البناءات الفوضوية والقصدير التي استغلها عدد من المواطنين كغرف للإستجمام والتمتع بطريقة عشوائية ضارة بغطائها النباتي الاستثنائي الذي يستوعب عشرات الجبارات العملاقة وهي أشجار كبرى تضاهي تلك الموجودة بآسيا وأمريكا وإلى جانب القرنفل والأقحوان، تتوفر جزر حبيباس على أنواع أخرى من نباتات الفارفان، البطم الأطلسي، الحور، الطرفاء العشبي، السنديان الأخضر، الزان، والصنوبر الحلبي، فضلا عن أسماك المرجان، الجمبري، السوندر، الشبوط الملكي بأنواعه الثلاثة، وكذا سمك البوري والمارو وغيرها، ناهيك عن الأصداف الحرية العملاقة ،كما تشير المعلومات المقدمة من طرف المختصين إلى احتواء "جزر حبيباس" على أعداد من البط البري، اليمام، الحجل، دجاج الماء وبعض الحيوانات الغطاسة، مثلما يعيش داخلها عشرات الأصناف الحيوانيةعلى غرار الخنافيس، قردة "الماغو"، "النسر الملكي"، "القط المتوحش"، "النمس"، العناق، "الشيهم"، "الجرذ السنجابي"، "البرخ" والقطط المتوحشة، فضلا عن طيور الباز البربرية، الحسون الكناري الصغير المزركش، الشامين، النسر الذهبي، "النحام الوردي"، "الشهرمان"، النكات و"الكركري" الرمادي.