أعطت الجزائر موافقتها على السماح لطائرت بنقل مساعدات انسانية نحو موريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر التي استقبلت على أراضيها سكان ماليين فروا من النزاع المسلح بشمال مالي، وفقا لما أعلنه، أمس، بسمارة رئيس الهلال الأحمر الجزائري حاج حمو بنزقير. وصرح بنزقير للصحافة قائلا "لقد تحصلنا على ترخيص لطائرات بنقل يومي 2 و3 مارس المقبل مساعدات انسانية الى موريتانيا وبوركينافاسو والنيجر من اجل مساعدة السكان الماليين الذين فروا من النزاع المسلح بشمال مالي. هذا، وكانت الجزائر قد تقدمت بعرض حل سياسي على مختلف الأطراف، لقطع الطريق أمام الجماعات الارهابية، وأبلغت مسؤولين رسميين ماليين بنص مبادرة تسمح بوقف إراقة الدماء في شمال مالي، تتضمن إنشاء مناطق محمية وأخرى منزوعة السلاح وإنشاء صندوق دولي لإعادة إعمار وتنمية صحراء أزواد بتمويل جزئي من الجزائر. وبحسب المصادر التي كشفت عن فحوى المبادرة، فإن أعيانا من قبائل الأتواج المالية نقلوا إلى قادة التمرد الأزوادي في شمال مالي، مبادرة جزائرية لوقف العنف في شمال مالي ضمن مخطط يعطي للمسلحين الأزواد مناطق آمنة يمكنهم البقاء فيها على أن يتم وقف إطلاق النار من الجانبين. وقال الشيخ أبانا مرابط تجاجني، أحد أعيان أسرة تجاجنة التوجية التي تسيّر الكثير من الزوايا والطرق الصوفية في شمال مالي، في اتصال هاتفي، إن وساطة جزائرية انطلقت منذ عدة أيام لوقف إراقة الدماء في شمال مالي بمشاركة من شيوخ زوايا من ولاية أدرار الجزائرية، من أجل إيقاف العنف مقابل منح المسلحين الأزواد مناطق آمنة في 4 أقاليم بشمال مالي، مقابل إخلاء المدن الكبيرة من المظاهر المسلحة والسماح بعودة حركة السير عبر الطرق الرئيسية. ويحدث هذا في وقت أعلنت فيه قوات مكافحة الإرهاب التابعة للجيش المالي انسحابها من أكثر من 20 موقعا عسكريا، كان يؤمن بها مراقبة عدد من طرق التهريب الرئيسية، خاصة في مرتفعات أدغاغ إيفوغاس ووادي زوراك. وفي نفس السياق، أبلغت الجزائر الجيش المالي عبر لجان الارتباط العسكري في تمنراست بخطورة الوضع الأمني وضرورة العودة للإشراف على الحدود، خاصة مع النيجر التي تم إخلاء أغلب المواقع فيها بعد اندلاع الأحداث. أعلن الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية، عبد القادر مساهل، امس الاثنين بالجزائر العاصمة أن الجزائر قررت منح مساعدات انسانية للاجئين الماليين الذين غادروا وطنهم باتجاه النيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا. وفي تصريح للصحافة خلال المحادثات التي أجراها مع الوزير البوركينابي للشؤون الخارجية والتعاون الجهوي جبريل باسولي الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر أنه سيتم "تقديم مساعدات انسانية في نهاية الأسبوع للاجئين الماليين الذين غادروا شمال البلاد اثر الأحداث التي شهدتها المنطقة". وركز مساهل، من جهة أخرى، على ضرورة التوصل إلى "حل سياسي عاجل" للأزمة في شمال مالي في إطار "احترام الوحدة الترابية" لهذا البلد، داعيا بذلك إلى "مفاوضات مباشرة" بين الماليين والحكومة والمعارضة. للتذكير، عقد لقاء تشاوري من 2 إلى 4 فيفري بالجزائر العاصمة بين وفد عن الحكومة المالية بقيادة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي سومايلو بوبايي مايغا ووفد عن التحالف الديمقراطي ل 23 ماي من أجل التغيير تحت اشراف مسهل اتفاق الجزائر الموقع في 4 جويلية 2006. ومن جهته، أشار رئيس الهلال الاحمر الجزائري ا حاج حمو بن زقين أن المساعدات الانسانية المقدرة بين 60 و70 طنا الموجهة لكل بلد مكونة من مواد غذائية واغطية وأدوية. واضاف "لقد تحصلنا على ترخيص لطائرات بنقل يومي 2 و3 مارس المقبل مساعدات انسانية الى موريتانيا وبوركينافاسو والنيجر من اجل مساعدة السكان الماليين الذين فروا من النزاع المسلح بشمال مالي".