كشفت ملفات سرية ان زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن كان على اتصال دائم بمسؤولين كبار في الاستخبارات العسكرية الباكستانية خلال وجوده مختفيا في باكستان. وكُشف عن هذه الاتصالات في مراسلات الكترونية من شركة "ستراتفور" الأميركية للأبحاث الأمنية نشرها موقع ويكيليكس يوم الاثنين بعدما حصلت عليها منظمة انونيموس المختصة بالقرصنة الالكترونية. وتقدم شركة "ستراتفور" (مختصر ستراتيجي فوركاست) خدماتها بإجراء تحليلات أمنية لحساب المشتركين فيها بمن فيهم مؤسسات كبرى ومسؤولون عسكريون واجهزة حكومية في انحاء العالم ، وشبهها مطبوع اقتصادي اميركي ذات مرة بوكالة المخابرات المركزية الأميركية من حيث سرية العمل. وتبين احدى الرسائل الالكترونية ان ستراتفور أُطلعت على الوثائق ذات العلاقة بعد أخذها من مجمع سكن بن لادن في مدينة ابوت آباد حيث قُتل زعيم تنظيم القاعدة في ماي الماضي في غارة نفذتها قوات خاصة اميركية. وتشير الرسالة الالكترونية التي بعث بها احد محللي ستراتفور الى ان نحو 12 مسؤولا في جهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية "آي أس آي" كان على علم ببيت بن لادن الآمن. ولم تذكر الرسالة الالكترونية الداخلية هؤلاء المسؤولين بالاسم ولكنها قالت ان الولاياتالمتحدة تستطيع ان تستخدم المعلومات ورقة مساومة في مفاوضاتها مع اسلام آباد بعد الغارة. وكان المسؤولون الاميركيون على اقتناع طيلة الوقت بأن من المحال ألا تعرف الاستخبارات العسكرية الباكستانية بأن بن لادن يختفي في مدينة توجد فيها حامية عسكرية وكلية حربية على مسافة قريبة من العاصمة اسلام آباد. ونفت باكستان التهمة مرات متكررة. وقالت الرسالة الالكترونية عن الضباط الباكستانيين ذوي العلاقة انهم "من المستوى المتوسط الى الرفيع وضباط عسكريون بينهم جنرال متعاقد كانوا على علم بترتيبات اسامة بن لادن وبيته الآمن". وأشار صاحب الرسالة الى ان الاستخبارات الاميركية تعرف اسماء ورتبا بين هؤلاء الضباط. وادعى موقع ويكيليكس ان لديه 5 ملايين رسالة الكترونية من ستراتفور قرر نشرها بالتعاون مع منافذ اعلامية. ولكن الدفعة الأولى تضمنت 200 رسالة فقط. وجاء في رسائل الكترونية أخرى أن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز قد لا يعيش اكثر من عام بعد انتشار السرطان الذي يعاني منه الى القولون ونخاع العظم. وقالت الرسائل ان تشخيص الأطباء الروس الذين جُلبوا لإزالة الآثار الناجمة عن علاج الأطباء الكوبيين كان تشخيصا متشائما بفرص شفاء الرئيس الفنزويلي. ومما كشفه موقع ويكيليكس اقوال بأن اسرائيل نفذت العام الماضي هجوما سريا ناجحا على منشآت نووية ايرانية. واتهم جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس شركة ستراتفور بالضلوع في طائفة واسعة من النشاطات البحثية المشبوهة قانونيا واخلاقيا لحساب جهات خاصة. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن اسانج الذي ينتظر قرار القضاء البريطاني بشأن طلب تسليمه الى السلطات السويدية ان ستراتفور تصور نفسها في الظاهر مؤسسة اعلامية تقدم معلومات للمشتركين ولكنها وراء هذه الواجهة "تدير شبكات من المخبرين المأجورين". كما تعهد اسانج بنشر 5000 رسالة الكترونية تتضمن تفاصيل خاصة عن افراد عملوا مع ستراتفور أو زودوها بمعلومات. ورفضت شركة ستراتفور الاتهامات بضلوعها في نشاطات غير قانونية في جمع المعلومات. وقالت انها عملت على بناء مصادر موثوقة في انحاء العالم مثلها مثل أي ناشر للتحليلات الجيوسياسية العالمية. وكانت منظمة انونيموس اخترقت بريد ستراتفور الالكتروني العام الماضي. وقالت المنظمة انها وعدت بنشر الرسائل وها هي تفي بوعدها "ولديكم الآن خمسة ملايين رسالة الكترونية تحت تصرفكم". واضافت ان هناك "منجما من التفاصيل الفظيعة في هذه الرسائل الالكترونية ونعتقد ان فيها شيئا لكل واحد".