أسرّت مصادر موثوق بها ل "الأمة العربية"، أن غرفة الاتهام لمجلس قضاء وهران ستصدر قرارها النهائي بشأن قضية مقتل الأستاذ كرومي رحمه الله وذلك بعد انتهاء التحقيق فيها. هذا القرار سيتضمّن إما إحالة ملف القضية إلى محكمة الجنايات، أو إجراء تحقيق تكميلي. وتعود هذه القضية التي اكتنفها الغموض وشغلت الرأي العام المحلي والوطني، إلى 23 أفريل الماضي حين تمّ العثور على جثّة الأستاذ الجامعي بمقر حزب الأمدياس (حزب الحركة الديمقراطية والاجتماعية )الواقع ب 7شارع "شانزي سان ميشال" بحي سيدي البشير (البلاطو سابقا)، وذلك بعد حوالي 4 أيام من اختفائه أي منذ ظهيرة يوم 18 أفريل عندما كان متواجدا بمركز البحوث الإنثروبولوجية "كراسك". وحسب زملائه، فالمرحوم تلقى مكالمة هاتفية من مجهول وتوجه على متن سيارته من نوع "بيجو 206"، والتي لم يتم العثور عليها أبدا لحدّ اليوم... كما أن هاتفه النقال توقف عن الرنين، فقامت زوجته بإبلاغ مصالح الأمن، لتنطلق بذلك رحلة البحث عنه، وتنتهي بالعثور عليه مقتولا بعدما تعرض حسب تقرير الطبيب الشرعي إلى ضربة عنيفة قاتلة بالرأس. وقد اكتشف جثّته أحد المناضلين بالحزب لما قصد المكتب تلك الظهيرة من أجل جلب أحد الأغراض. الأستاذ كرومي أحمد، هو أستاذ بجامعة وهران بقسم علوم الإعلام والاتصال، كان يبلغ من العمر 53 سنة، أب لطفلين، وناشطا خلال الثمانينات في حزب "باكس" ثم حزب "الأمدياس"، وكان عضوا ناشطا بالتنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية. وقد أثار فقدانه حزنا في أوساط طلبته والأسرة الجامعية بوهران. وبعد التحقيقات، تمكنت عناصر الأمن من توقيف المشتبه فيه، ويتعلق الأمر بالمدعو "ب.م" 27 سنة، قيل إنه كان طالبا عنده. هذه القضية مرّت بعدة مراحل، فمنذ أشهر فقط أمر قاضي التحقيق بإعادة تمثيل الجريمة، لكنها لم تتم نظرا لنفي المتهم ارتكابه لها، وتبقى الأنظار مشدودة إلى ما ستعلن عنه غرفة الاتهام لمجلس قضاء وهران.