تركزت مجمل مداخلات المشاركين في فعاليات إحياء خمسينية الاعتراف بالهلال الأحمر الجزائري، مساء أول من أمس الخميس، بسوق أهراس، حول المبادئ السامية للثورة الجزائرية واحترامها لاتفاقيات جنيف في تعاملها مع أسرى الحرب الفرنسيين. وفي مداخلته بقاعة المحاضرات "ميلود طاهري" التي احتضنت جانبا من هذه التظاهرة المنظمة يومي 5 و6 سبتمبر الجاري، أشار بروس بيبار رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالجزائر إلى نشاطات هذه الجمعية الإنسانية الخيرية خلال الثورة التحريرية بالجزائر، موضحا بأن أكبر ما يميز هذا النشاط هو "سماح جبهة التحرير الوطني لممثلي الصليب الأحمر الدولي بزيارة الأسرى الفرنسيين المحبوسين لديها والإطلاع على ظروفهم". وذكر المتدخل أمام ممثلي الهلال الأحمر الجزائري ل 48 ولاية بالبلاد، ووفدين يمثلان كل من الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الإسباني، بأن أول محطة للصليب الأحمر الدولي في علاقته بجبهة التحرير الوطني كانت مباشرة بعد أحداث ساقية سيدي يوسف، أين سمح لأول ممثل للصليب بزيارة 4 عسكريين فرنسيين محبوسين لدى جيش الوطني. وبعدما أوضح بأن أغلبية الفرنسيين مع بداية الثورة، كانوا يعتقدون بأن جبهة التحرير الوطني هي منظمة إرهابية، أكد بأن "احترامها الجزائر للمواثيق الدولية وبشكل خاص إتفاقيات جنيف في تعاملها مع الأسرى أزال لدى البعض من الفرنسيين هذه النظرة". كما أشار إلى الدور الكبير الذي كان يلعبه الصليب الأحمر الدولي في تقديم المساعدات لما يفوق 2 مليون جزائري كانوا يعيشون في المحتشدات. من جهته، أكد رئيس الهلال الأحمر الجزائري حاج حمو بن زغير بأن إحترام الجزائر للقوانين الدولية الإنسانية يعود إلى 1843، حيث أصدر الأمير عبد القادر قانونا مكتوبا حول أسرى الحرب وضرورة تمتعهم بحسن المعاملة. وبعدما نوه بالدور الكبير للهلال الأحمر الجزائريبسوق أهراس الحدودية التي أختيرت لإحياء خمسينية الاعتراف بهذه الهيئة الإنسانية، أشار حاج حمو إلى أن نشاط الهلال الأحمر الجزائري بدأ رسميا في أكتوبر 1956 وتركزت نشاطاته في تلك الفترة على الاهتمام باللاجئين وتكوين الممرضين والمسعفين والتكفل بضحايا وأسرى الحرب. وقد تم خلال هذا اللقاء عرض شريط فيديو في 10 دقائق حول نشاطات الهلال الأحمر الجزائري بولاية سوق أهراس الذي سلط الضوء على النشاط الكبير الذي طبع مساره قبل وبعد الاستقلال. كما تم بذات المناسبة، تكريم أمناء الفرع وتوزيع الأوسمة وشهادات شرفية على المشاركين. وتأكيدا على دلالة رمزية الدور الكبير للمسعفين خلال ثورة التحرير الجزائرية، نظم في الفترة الصباحية ماراطون دولي أطلق عليه اسم "المجاهد المسعف" عرف مشاركة واسعة لمتسابقين من دولة تونس ومختلف ولايات القطر الجزائري. وقد عمد مسؤولو الهلال الأحمر الجزائري إلى اختيار مسلك الماراطون الدولي على نفس نقاط مخطط المسار الذي وقعت فيه معركة وادي الشوك الشهيرة سنة 1958 المعروفة باسم معركة سوق أهراس الكبرى، والتي استشهد فيها ما يفوق 800 شهيد، حسب تصريحات المنظمين. الهلال الأحمر الجزائري سيرسل أكثر من 30 طنا من الأدوية إلى غينيا أعلن رئيس الهلال الأحمر الجزائري، حاج حمو بن زغير، أنه سيتم في غضون الأيام القليلة القادمة نقل أكثر من 30 طنا من الأدوية انطلاقا من الجزائر باتجاه غينيا. وأوضح حاج حمو بن زغير في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أول من أمس الخميس، على هامش مراسيم إحياء خمسينية الاعتراف بالهلال الأحمر الجزائري الذي تحتضنها منذ الأربعاء مدينة سوق أهراس، بأن هذه المساعدة "تأتي بعد طلب تقدمت به هذه الدولة الإفريقية التي تعرضت إلى وباء الكوليرا". وأشار بن زغير إلى أن هذه "المساعدة تؤكد استعداد الجزائر الدائم للاستجابة لكل مسعى تضامني، خاصة مع الشعوب الإفريقية"، مؤكدا بأن الهلال الأحمر الجزائري "يعتبر حاملا للراية الوطنية في العمل الإنساني على المستوى الدولي ويجسد تضامن الجزائر مع الشعوب المضطهدة والفقيرة وتلك التي تعرضت إلى كوارث طبيعية". وفضلا عن ذلك، أوضح رئيس ذات الهيئة الإنسانية بأنه سيتم "قريبا" كذلك الشروع في إعداد دليل وطني للإسعاف، وهي الوثيقة المتضمنة لأحدث تقنيات الإسعاف والتي سيتم وضعها في متناول المواطنين، وذلك من أجل استهداف أكبر عدد منهم وتعريفهم بطرق الإسعاف الحديثة.