قبل أسبوع من مباراة الحسم بين الجارين دخل مدرب المنتخب الوطني وحيد حليلوزيتش في حرب نفسية مبكرة مع نظيره الليبي عبد الحفيظ أربيش تحسبا لمواجهة العودة المنتظرة بين المنتخبين الجارين لحساب الدور الثالث والأخير لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2013 بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، حيث إذا كان التقني البوسني يعتمد أكثر على الفاعلية والواقعية من خلال التركيز في تصريحاته على الجانب التحضيري، مع التأكيد على صعوبة المباراة، ولو أن كل المعطيات تعتبر في صالحه، فإن المدرب الليبي فضل استعمال لغة التفاؤل سعيا منه إلى الضغط المعنوي على لاعبي الخضر. خاصة وأنه لا يوجد ما يخسره في المواجهة باعتبار أن المنتخب الوطني هو المطالب بصناعة اللعب وتسجيل نتيجة إيجابية. ولذلك، فقد ضاعف من تصريحاته الصحفية والموجهة خصيصا للمدرب الوطني وأشباله، غير أن حليلوزيتش ظهر وكأنه غير مبال بذلك تماما، بل لا يزال يؤكد على احترامه للمنتخب الليبي، محذرا في نفس الوقت من مغبة التساهل معه لكونه لم يحقق التأهل بعد. حليلوزيتش "طلبت من اللاعبين نسيان نتيجة الذهاب وعدم الإكتراث باستفزازات الليبيين" وكان الناخب الوطني قد أوضح بأن فريقه لم يضمن بعد تأهله للمرحلة النهائية لكأس إفريقيا للأمم 2013، رغم الفوز في مباراة الذهاب، واكتفى بالقول بأن تشكيلته استفادت كثيرا من الفوز بمباراة الذهاب، لكن أكد بأنه عليها أن تنسى هذه النتيجة وتركز على المباراة الثانية نظرا لأن لا شيء تحقق حتى الآن ولا ينبغي اعتبار أن الجزائر اقتطعت تأشيرة السفر إلى جنوب إفريقيا مطلع السنة المقبلة، وهو الأمر الذي يراه أغلب المتتبعين بأنه إيجابي نظرا لكونه يطالب لاعبيه بوضع الأرجل على الأرض وعدم التسليم بأنهم تأهلوا، مما يجعلهم يبذلون قصارى جهودهم ويدخلون مواجهة ال 14 أكتوبر الجاري بعزيمة أكبر دون ترك أي مجال للمفاجأة. وأكثر من ذلك، فقد اعتبر حليلوزيتش المقابلة القادمة امام المنتخب الليبي بمواجهة الموسم، وأكد على ضرورة تحضير مجموعته جيدا على كل المستويات لضمان التأهل، حيث قال في هذا الإطار "سأعكف على تحضير اللاعبين على كل المستويات، خاصة فيما يتعلق بالجانب البسيكولوجي الذي علينا اتخاذه بعين الاعتبار.. الليبيون سيحاولون استفزاز لاعبينا، لذا علينا أخذ هذا العامل محمل الجد وعدم السقوط في هذا الفخ". وفيما يخص اللاعبين الذين تم استدعاؤهم، فقد دافع بقوة عن اختياراته قائلا "عشية كل مقابلة هامة أجد كل الصعوبات للتوصل الى اختيار القائمة التي تدخل أساسية.. إنه لشيء صعب بالنسبة لي، لكنني أفعل ما بوسعي لاستدعاء العناصر الأكثر تحضيرا والتي بامكانها التأقلم مع النظام التكتيكي للمنتخب". هذا، وتحسبا لذات المباراة، من المنتظر أن يدخل المنتخب الوطني ابتداء من يوم غد في تربص مغلق بالمركز الفني الوطني بسيدي موسى بمشاركة 25 لاعبا، من بينهم 4 حراس مرمى. أربيش "نحن قادرون على إحداث المفاجأة في البليدة" ومن جهته، يحاول المدرب الليبي عبد الحفيظ أربيش التأثير على معنويات أشبال حليلوزيتش من خلال الإكثار من التصريحات المغرضة وإظهار تفاؤله الكبير بتحقيق الفوز والتأهل بسهولة، حيث اعتبر أربيش بأن فريقه قادر على إحداث المفاجأة في ملعب تشاكر رغم كون كل الظروف تلعب في صالح الخضر، بدءا بنتيجة الذهاب وعاملي الأرض والجمهور، حيث قال في هذا الإطار "لن نرمي بالمنشفة، سنذهب إلى الجزائر من أجل خوض مباراة جديرة بمستوى كرة القدم الليبية، أؤكد بأننا قادرون على إحداث المفاجأة. وبما أننا لم نفز بمباراة الذهاب، فستكون العودة صعبة بالتأكيد، أظن أننا سنواجه فريقا قويا يتوفر على خبرة كبيرة. المنتخب الجزائري أدى مباراة جيدة في الذهاب، لكن أعتقد بأن التعادل كان أقرب للمنطق، سوء الطالع ونقص النجاح أثرا علينا كثيرا، سنحت لنا فرصتان للتسجيل لم نحسن استغلالهما وهذه هي كرة القدم". هذا، وتجدر الإشارة إلى أن التشكيلة الليبية شرعت يوم 26 سبتمبر في تربص مغلق بمدينة حمام بورڤيبة التونسية تخللتها ثلاث مباريات ودية ضد أندية محلية، ويتعلق الأمر بأولمبيك الكاف وجندوبة وقرمبالية الرياضية.