وقع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، امس الاحد، على سجل التعازي إثر وفاة رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد الذي انتقل إلى ذمة الله أمس السبت عن عمر يناهز 83 سنة، وعرض جثمانه بقصر الشعب لإلقاء النظرة الأخيرة عليه. وفيما يلي النص الذي خطه رئيس الجمهورية في سجل التعازي: "بسم الله الرحمن الرحيم بمصابها الجلل في شخص رئيسها الأسبق المجاهد الشاذلي بن جديد تتكبد الجزائر التي نذر لها حياته رزءا فادحا في أحد أبنائها البررة المغاوير الذين وفوا بما عاهدوا الله عليه في الجهادين الأصغر و الأكبر. إن هذا الرجل الذي بذل ما وسعه بذله في خدمة وطنه و شعبه حقيق بأن تخلد له أعماله الجليلة التي ستظل معالم بارزة في سيرته الحافلة مجاهدا وقائدا عسكريا ورئيسا ذكرا جميلا على مر العصور في قلوب رفاقه وكافة أبناء الجزائر وأبناء الأمتين العربية والإسلامية وجميع الذين ناضلوا وما زالوا يناضلون عبر العالم في سبيل الحرية. إن الرزء لعظيم لكن ما الحيلة إذ أن لكل أجل كتابا وأن الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها وتلك سنته في عباده جيلا بعد جيل. بقلب راض بقضائه وقدره، أسأله سبحانه وتعالى أن يمطر مثوى فقيدنا شآبيب الرحمة والغفران ويسكنه فسيح الجنان ويتغمده بجزيل الإحسان ويلهم أهله الكرام و إيانا الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون". وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد بعث ببرقية تعزية الى أفراد أسرة الرئيس الاسبق الشاذلي بن جديد أكد فيها أن الجزائر فقدت برحيله "مجاهدا من الرعيل الأول تعلقت همته بتحرير الوطن من براثن الإحتلال وتخليص شعبه من مظالمه" وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة: "تلقيت نبأ رحيل الاخ المجاهد الرئيس المرحوم بإذنه تعالى الشاذلي بن جديد الى مثواه الأخير نسأل الكريم أن يدثر روحه الزكية بثواب أهل الجنة وأن يجتبيه الى جواره وأن يجمعه بالسابقين الصالحين الصديقين في رياض الخلد والنعيم مع من اصطفاهم من عباده العاملين وحسن أولئك رفيقا جزاء وفاقا". وتابع رئيس الدولة "لقد فقدت فيه الجزائر مجاهدا من الرعيل الاول تعلقت همته بتحرير الوطن من براثن الإحتلال وتخليص شعبه من مظالمه، فكابد محن النزال الى أن قيض الله للجزائر استقلالها وعودة سيادتها على ترابها حيث كان الراحل من بين أبنائها البررة الذين أسهموا في بناء الدولة الحديثة الى ان تقلد منصب المسؤول الاول في البلاد فأعطى من جهده ووقته لخدمة مصالح وطنه وظل على عهده في تواضعه و وفائه لمبادئه الى ان ترفق المولى بروحه الى ملكوته الأعلى". "ويشاء القدر يضيف الرئيس بوتفليقة أن يرحل عنا في صمت بعد ان شهد حلول الذكرى الخمسين لعيد استرجاع الاستقلال الذي يعد يوبيلها الذهبي الأول والجزائر قد استرجعت أسباب المناعة وشروط نهضة مرتقبة بفضل عزائم أبنائها. واستطرد رئيس الدولة قائلا "لكن ما حيلة المخلوق وهذا قضاء الله وقدره المكتوب بقدر ما يأخذ يهب وبقدر ما يفجع يواسي ويرحم".