قال صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن انتشار من وصفتهم ب"الجماعات الجهادية المتشددة فى جميع أنحاء العالم العربى" يشكل تهديدًا جديدًا لاستقرار المنطقة، ويقدم تحديات جديدة للديمقراطيات الناشئة ويقوض فرص انتقال سلس فى سوريا إذا سقط النظام. وقالت الصحيفة -فى سياق تقرير بثته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى- إنه من صحراء سيناء فى مصر وحتى شرق ليبيا وميادين الحرب الأهلية السورية، أصبحت عملية الدفع نحو مزيد من الديمقراطية ممكنه بفعل الثورات فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي أطلقت أيضا حريات جديدة يستخدمها المتشددون فى تقديم المواعظ وممارسة الأنشطة وعمليات التجنيد. وأضافت الصحيفة أن صعود الجهاديين المتشددين فى المنطقة هو أحد أسباب تردد صناع السياسات في الغرب فى تسليح المعارضة السوريه فى الوقت، الذى يحتدم فيه النزاع المستمر بالبلاد منذ 19 شهرا. وأشارت الصحيفة إلى أنه بحسب محللين فإن معظم الجماعات الجديدة ظهر ردا على مصاعب محلية، وأن هناك مؤشرات قليلة على أنها أقامت علاقات تنظيمية لها أهداف بحركة الإرهاب العالمية "القاعدة" أو حتى مطامع انتقالية. ونقلت الصحيفة عن آرون زيلين وهو خبير فى الحركات الجهادية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله "إن الاحتمالية الآن لعولمة تلك الجماعات تعد موجودة، بسبب حقيقة أن هناك تشابه أيديولوجى كبير"، مشيرا إلى أن الاحتمالية تصبح أكبر إذا كانت هناك معاملة باحتقار لهذه الجماعات على أنها جزء من الجهاد العالمى للقاعدة وإذا تم تهميشهم فى مجتمعاتهم بشكل أكبر. ولفتت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون اعترفت بحجم التهديد الذى تمثله مثل تلك الحركات فى كلمة يوم الجمعة الماضى حددت الأطر العامة للتحديات التى تواجه صناع السياسة الأمريكية فى شمال إفريقيا. وأوضحت الصحيفة أن من بين الجماعات التى تسبب القلق الأكثر بالنسبة للمسئولين الغربيين هى جبهة النصرة النشيطة بشكل متزايد والتى طفت على السطح هذا العام لتؤكد المسئولية عن سلسلة من التفجيرات الانتحارية الغامضة فى دمشق وحلب وتطور أداءها لتشارك بحماس فى المعركة ضد الرئيس السورى بشار الأسد. وقالت الصحيفة إنه بالنسبة لليبيا وفى الوقت الذى تقوم فيه الدولة من جديد عقب 42 عاما من حكم قمعى للعقيد معمر القذافى، يحاول الجهاديون والميليشيات الإسلامية تقرير ما إذا كانوا سيتأقلمون مع الوضع الراهن الذى ظهر أو يحاربونه. وأضافت الصحيفة أن جناحا لأنصار الشريعة فى تونس ترسخ تحت قيادة سيف الله بن حسين أحد أتباع القاعدة والذى يستخدم أبو إياد التونسى كاسم مستعار، مشيرة إلى أن أعضاء الجماعة احتشدوا أمام السفارة الأمريكية فى تونس بعد يومين من هجوم بنغازى لكن الجماعة لم تنفذ هجمات معقدة أو تشكل تحالفات مع جماعات أكبر. ونوهت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لليمن وبحسب مسئولين أمريكيين فإن القاعدة فى شبه الجزيرة العربية بدأت فى استخدام أنصار الشريعة كاسم مستعار فيما أضافت وزارة الخارجية الأمريكية الشهر الماضى الاسم المستعار إلى قائمتها للمنظمات الإرهابية.