ذكر تقرير صدر عن أجهزة المخابرات الأمريكية أن "جهاديين" في أوساط الثوار في ليبيا كشفوا عن خطط نشروها على الإنترنت لمواجهة الحكومة الانتقالية وإقامة دولة إسلامية. ونقلت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن أجهزة المخابرات الأمريكية تكثف مراقبتها للعناصر ذوي التوجه الإسلامي من الثوار الليبيين. وأكد التقرير الحكومي الذي تم توزيعه مؤخرا أن من وصفهم بمتطرفين يخططون على منتديات الإنترنت لكيفية إقامة دولة إسلامية في ليبيا بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي. ويقول التقرير إن "عددا من المشاركين في المنتديات أشاروا إلى أنه بعد المرحلة الانتقالية، يجب أن تبدأ المعركة ضد الثوار العلمانيين وأعضاء المجلس الوطني الانتقالي التابع لهم". غير أن بعض المسؤولين الأميركيين بحسب الصحيفة حاولوا التقليل من شأن تلك الملاحظات، قائلين إن ما ينشر على الإنترنت لا يعد إجراء دقيقا من قبل "الجهاديين" في غالب الأحيان. ويشير التقرير إلى أن قوة "الجهاديين" ونفوذهم على الأرض "لا يبدو واضحا في هذا الوقت". غير أن التقرير يقول إن التخطيط الجهادي يتزامن مع ظهور أبو عبد الله الصديق، وهو قيادي سابق في الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة ويقود الآن الثوار- الذي يعرف باسم عبد الحكيم الخويلد بلحاج. ويقول مسؤول أمريكي مطلع على التقارير الاستخبارية إن "بعض عناصر الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة" كان له صلات بتنظيم القاعدة في السودان وأفغانستان أو باكستان، في حين تخلى البعض الآخر عن العلاقة مع القاعدة بشكل كامل"، منهم هذه الجماعة. غير أن مسؤولا في الدفاع على صلة بإستراتيجية الجهاديين يقول إن الإسلاميين قد يحصلون على السلطة بعد الفوضى التي يتوقع أن تلي إسقاط القذافي. ونقلت واشنطن تايمز عن العضو الليبي السابق في القاعدة نعمان بن عثمان قوله إن ثمة ألفا من الجهاديين يعملون بشكل سري في ليبيا. ومن الكتابات التي تم تبادلها في المواقع الإلكترونية، تنقل الصحيفة ما كتبه "أصولي مصراتي" على منتدى شبكة "شموخ الإسلام" "إن الحرب الحقيقية ستكون القتال الذي يلي سقوط الطاغية القذافي، وبعد إقامة النظام الديمقراطي الانتقالي". ودعا منتدى آخر الإسلاميين إلى "التعجيل في بسط السيطرة على المدن ذات الموارد الاقتصادية والمواقع الإستراتيجية وإقامة المحاكم الإسلامية فيها". وتشير الصحيفة إلى أن مثل تلك الدعوات تعكس تعاظم الخطاب الإسلامي منذ سقوط طرابلس، لكنها تقول إن عدد "المتشددين الإسلاميين" ومدى نفوذهم أو سيطرتهم ما زالا مجهولين، حسب التقرير.