أحداث ليبية ترفع شعبية ساركوزي في فرنسا إلى أعلى مستوياتها لا تزال قضية نشاط تنظيم القاعدة في ليبيا وتمكن الجهاديين المتشددين من تسليح أنفسهم بقوة في ليييا تشكل ”هاجس” الإدارة الأمريكية والبريطانية، وأعلنت أجهزة الاستخبارات الأمريكية أنها بدأت تكثف من عمليات مراقبة العناصر الجهادية المتشددة في ليبيا. وقالت تقارير حديثة ل”سي أي أي” أنها تحصلت على مخطط للجهاديين في ليبيا يهدف إلى تصفية أعضاء المجلس الانتقالي الذي يترأسه مصطفى عبد الجليل، وذلك من أجل إقامة إمارة إسلامية في ليبيا من خلال تطهريها من كل من يثبت تعامله مع الدول الغربية. وأشار التقرير الأمريكي الذي نشر أمس الأول، إن العناصر المتشددة تخطط لمعركة حاسمة ضد أعضاء المجلس الانتقالي الذين وصفتهم الجماعات المتشددة في بياتها بالعلمانيين. ونقلت صحيفة ”واشنطن تايمز” الأمريكية أمس، عن عضو سابق في القاعدة يدعى نعمان بن عثمان قوله إن ثمة 2000 من الجهاديين يعملون بشكل سري في ليبيا. ويقول مسؤول أمريكي مطلع على التقارير الاستخبارتية إن عناصر الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة كانت لها صلات بتنظيم القاعدة في السودان وأفغانستان أو باكستان. وقالت صحيفة ”كريستيان ساينس مونيتور” إن وجود شخص مثل عبد الحكيم بلحاج على رأس المجلس العسكري في طرابلس بعد سقوط القذافي يثير بعض الخوف بشأن مستقبل ليبيا الجديدة. تأتي هذه التحذيرات بعد أيام فقط من مطالبة أحد قادة ”الثوار” أعضاء الانتقالي الليبي بضرورة تقديم استقالتهم من المجلس الذي يدير الشؤون السياسية لليبيا، وبعد مطالبة عبد الحكيم بلحاج للولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا بتقديم الاعتذار له على سنوات الاعتقال والتعذيب، وهو الأمر الذي لم تنكره بريطانيا، بعد الكشف عن وثائق تدين المخابرات البريطانية في اتهامات ترحيل سجناء لليبيا تعرضوا للتعذيب. ودعا رئيس الوزراء البريطاني إلى التحقيق في هذه الاتهامات الموجهة إلى أجهزة الأمن البريطانية تحسبا لأي أعمال انتقامية قد تقوم بها الجماعات المسلحة في بريطانيا. من جهة ثانية، أظهرت أحدث استطلاعات الرأي الفرنسية بأن تأييد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بلغ أعلى مستوى له في 12 شهرا مع الدور الكبير الذي يلعبه في ليبيا، وهو ما بات يعزز حظوظه في الفوز بعهدة رئاسية جديدة، بعد أن كانت استطلاع الرأي السابقة تؤكد عكس ذلك، لكنه ما زال لا يحظى بشعبية لدى أغلبية كبيرة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. ونقلت مجلة ”باري ماتش” الأسبوعية الفرنسية، عن مؤسسة ”إيفوب” المتخصصة في إجراء استطلاعات الرأي، أن تأييد ساركوزي ارتفع من 30 بالمئة في أفريل إلى 37 بالمئة في بداية سبتمبر الجاري. وأشار استطلاع ”إيفوب” إلى أن دور ساركوزي البارز في مساعدة المعارضة الليبية للإطاحة بمعمر القذافي يؤتي ثماره السياسية في الداخل مع زيادة عدد مؤيدي سياساته الخارجية. وكشف الاستطلاع الذي يستند إلى مقابلات مع 1100 شخص أجريت في الأول والثاني من سبتمبر أن 72 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع قالوا أن الرئيس يدافع عن المصالح الفرنسية في الخارج بشكل جيد بزيادة عن 69 بالمئة في جويلية الماضي.